السبت 24 مارس 2018 19:50 م بتوقيت القدس
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إن الجيش السوري أوقف قصفه لدوما، آخر معقل للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، بعد منتصف الليل وذلك فيما استعد مقاتلون معارضون لمغادرة ما تبقى من المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرتهم.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن أكثر من 105 آلاف شخص غادروا الغوطة الشرقية منذ أن بدأت قوات النظام هجوما قبل شهر لانتزاع السيطرة على المنطقة وإن 700 آخرين خرجوا يوم السبت.
وأشارت الوكالة إلى عمليات إجلاء خلال” الهدنات الإنسانية“. كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، قد أمر بوقف إطلاق النار لمدة خمس ساعات يوميا وفتح” ممر إنساني “للسماح للمدنيين بالخروج من الغوطة الشرقية.
وعاد نحو 90 بالمئة من الغوطة الشرقية إلى سيطرة قوات النظام بمساعدة الجيش الروسي.
وغادر آلاف المقاتلين وأسرهم حرستا المجاورة بالحافلات، يوم الجمعة، بعد اتفاق مع النظام لتسليم المدينة. ووافق مقاتلو المعارضة في بلدات أخرى صغيرة قريبة على المغادرة تحت ظروف مشابهة.
وبث التلفزيون الرسمي للنظام لقطات، يوم السبت، من معبر قائلا إن استعدادات اكتملت لخروج مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى شمال غرب سورية.
وأظهرت لقطات صورا لشاحنات وجرافات عند مفترق طريق رئيسي ظل لسنوات خطا للمواجهة ومغلقا أمام حركة المرور. وأظهرت لقطات إحدى المعدات وهي تزيل حواجز تحت أحد الجسور بينما يتحرك بعض الجنود في المنطقة.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن قوات النظام تتقدم في البلدات التي انسحب منها مقاتلو المعارضة استعدادا لخروجهم.
ويعني ذلك أن دوما فقط هي المتبقية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية التي كانت المعقل الرئيسي للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق. وقالت الأمم المتحدة قبل شهر إن 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية.
ويشهد هجوم الجيش لاستعادة السيطرة على المنطقة أحد أعنف عمليات القصف الجوي والمدفعي في الحرب التي دخلت عامها الثامن. ويقول المرصد السوري إن الحملة العسكرية هناك أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص.
واتهم سكان وجماعات معنية بحقوق الإنسان الحكومة باستخدام أسلحة تقتل دون تمييز، وهي براميل متفجرة تسقطها طائرات هليكوبتر وتفتقر للدقة في إصابة أهدافها، إلى جانب استخدام غاز الكلور ومواد حارقة تتسبب في نشوب حرائق شديدة.
وينفي رئيس النظام بشار الأسد وحليفته المقربة روسيا، التي تقدم يد العون لحملته الجوية، استخدام كل تلك الأسلحة. وتقول دمشق وموسكو إن هجومهما ضروري لإنهاء حكم "إسلاميين متشددين على مدنيين في المنطقة"، على حد تعبيرهما.
وقال مقاتلون في المعارضة ووسائل إعلام رسمية إن نحو سبعة آلاف مقاتل وأسرهم ومدنيين آخرين لا يريدون البقاء تحت حكم الأسد سيغادرون بلدات زملكا وعربين وجوبر اعتبارا من يوم السبت.
وسيتوجه المغادرون إلى محافظة إدلب في الشمال الغربي، وهي مقصد الكثير من عمليات ”الإجلاء“ بعدما أجبر الحصار والهجمات البرية العديد من جيوب المعارضة على الاستسلام في العامين الماضيين.
لكن المغادرة لن تعني نهاية معاناتهم من الحرب فقد كثف الجيش السوري وروسيا من الغارات الجوية على إدلب على مدى الأسبوع المنصرم مما أسفر عن مقتل العشرات.
كما تشهد إدلب اضطرابات بسبب اقتتال بين جماعات في المعارضة المسلحة. وقتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 25 يوم السبت في انفجار بمقر جماعة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مقاتلي المعارضة المغادرين لبلدات الغوطة الشرقية سيطلقون أيضا سراح آلاف الأسرى من المقاتلين الموالين للقوات الحكومية. وقال المرصد إن هناك مفاوضات مع جماعة جيش الإسلام التي تسيطر على دوما لإطلاق سراح أسرى.
وقال مقاتلون في المعارضة، إن روسيا ستضمن عدم تعرض المدنيين الباقين في المناطق التي استعادها جيش النظام للملاحقة القانونية. لكن جماعات معنية بحقوق الإنسان قالت إن بعض الرجال أجبروا على التجنيد بعد فرارهم من القتال.
وأظهرت لقطات صورتها كاميرا للجيش الروسي في معبر الوافدين قرب دوما مجموعات صغيرة من المدنيين تواصل الفرار، يوم السبت، نحو مناطق تسيطر عليها قوات النظام خوفا من تنفيذ الجيش مزيدا من عمليات القصف. وحمل الفارون أطفالهم وأكياسا تضم متعلقاتهم.
وقال الجيش الروسي، يوم السبت، إن أكثر من 105 آلاف شخص غادروا الغوطة الشرقية بينهم أكثر من 700 اليوم.
وفر عشرات الآلاف من منازلهم خلال الأسبوع المنصرم مع تكثيف القصف على دوما فيما وجد نازحون من مناطق أخرى في الغوطة الشرقية الأقبية التي يلجأ إليها السكان للاحتماء من القنابل مكتظة ولا تسعهم.