قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن "الهدنة المؤقتة في الجبهة الشمالية مؤقتة"، وذلك في مقال لها حول مرور شهر على "الحدث غير الطبيعي" بإسقاط الطائرة الإسرائيلية في الجولان في 10 فبراير الماضي.

وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب عاموس هرئيل، "تستمر الظروف على الجبهة الشمالية كما هي حتى بعد الضربات الغير عادية بين الجانبين لذلك من المنطقي الافتراض أن المواجهات ستستأنف في المستقبل".

وتبع: "إن الميزة الواضحة للمحور في دعم نظام الأسد في الحرب الأهلية السورية يعطي الأمان لقواته ويزيد من رغبته في الفوز مقابل جهوده لإنقاذ الدكتاتور السوري في حين أن فرصه في البقاء ما زالت تبدو ضئيلة".

وأشار هرئيل الى أن إدارة استخبارات الجيش الإسرائيلي قدمت استعراضا إلى القيادة السياسية وصفت التحركات الإسرائيلية والإيرانية بأنهما اتجاهان استراتيجيان قويان، من شبه المؤكد حدوث صدام من جهة التصميم الإيراني على إقامة وجود عسكري في سوريا، والتصميم الإسرائيلي على منعه، وفي أيباك هذا الأسبوع قال نتنياهو: "يجب إيقاف إيران وسنوقفها".

وتساءل الكاتب الإسرائيلي: لماذا لم تتطور الأمور إلى الحرب في يوم السبت من الشهر الماضي؟ لأن كل من "إسرائيل" وإيران يتخذان مزيداً من الحذر ويحاولان عدم الوصول إلى هذه النقطة، والمشروع الإيراني في المنطقة هو في مراحله المبكرة ويبدو أن طهران ليست لديها الآن مصلحة في مواجهة عسكرية مباشرة مع "إسرائيل".

وتبين من خلال متابعة الخطوات الإيرانية في السنوات الأخيرة أنها غيرت الاتجاه وتوقفت تماماً بالنظر إلى التهديدات الإسرائيلية أو الأعمال الهجومية المنسوبة إلى القوات الجوية، وفق قوله.

على الجانب الإسرائيلي رغم أن النية المعلنة هي إحباط خطط إيران في سوريا ولبنان، يبدو أنه لا نتنياهو ولا وزير الجيش أفيغدور ليبرمان ولا كبار قادة الجيش الإسرائيلي عازمون على مواجهة واسعة طالما أنه من الممكن الاستمرار ببعض الخطوات دون الانجرار لمواجهة مباشرة ومن المرجح أن يكون هذا هو الأسلوب الإسرائيلي المفضل في العمل مع هذه المعضلة، على حد قول الكاتب.

لكن هرئيل لفت الى أنه يجب على كل من "إسرائيل" وإيران أن يأخذوا في الاعتبار الموقف الروسي حيث أن موسكو هي الرابح الأكبر من الحرب الأهلية السورية والقوة العالمية الوحيدة التي لا تزال على اتصال مع جميع الأطراف المعنية وآخر شيء يرغبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو أن يكون هناك حرب إيرانية إسرائيلية في الشمال لأنها ستكون خطراً على إنجازه الاستراتيجي الأول في المنطقة في السنوات الأخيرة وذلك سبب إنقاذه لنظام الأسد ويبدو أن هذه الرسالة نقلت إلى "إسرائيل" وإيران في نهاية يوم المعركة في الشمال والأطراف تصرفت وفقا لذلك، على حد تعبيره.

وقال رئيس معهد دراسات الأمن القومي (INSS) الجنرال متقاعد "عاموس يادلين" لهآرتس، "إن إيران تبني قوتها وتزيد من نفوذها في سوريا كمزيج من ثلاثة نماذج: نموذج حزب الله، ونموذج العراق، ونموذج كوريا الشمالية"، زاعماً أنه في عامي 2014-2015 أنشأ حزب الله والحرس الثوري الإيراني خلية كانت تستند إلى كتائب الدروز المحلية في سوريا والمنظمات الفلسطينية.

وفي حديثه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع حث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرة أخرى ترامب على إعلان انسحاب أمريكي من الاتفاقية النووية في مايو، وفي الوقت نفسه تحاول دول الاتحاد الأوروبي قيادة مبادرة تفرض المزيد من الرقابة وضبط النفس على إيران فيما يتعلق ببرامجها الصاروخية وانتشار الصواريخ والتكنولوجيات بين المنظمات التابعة لها، كما يقول الكاتب.

وختم بالقول: "هذه أهداف سيتم تحديدها خلال السنوات القادمة على أساس أن الصراع مع إيران سيستغرق سنوات وأن اتفاقية فيينا قد قدمت على الأغلب هدنة للنزاع وليس حلاً شاملاً".

الكلمات الدلالية : شهر, على, إسقاط, الطائرة, الإسرائيلية, الجولان.., هآرتس, الهدنة, مؤقتة, والمواجهة,