السبت 24 فبراير 2018 21:01 م بتوقيت القدس
سلامة الدواء والمعروف أيضاً باسم "أمانة الدواء"، ليس بمفهوم جديد في مجال الصحة ولا سيما في البلدان المتقدمة والمتطورة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً لديهم خبرة لأكثر من قرن في مجال سلامة الأدوية، وقد أدى استخدام هذه الأبحاث إلى إضافة تشريعات وتعديلات قانونية جديدة على تلك الموجودة. في الواقع يمكن اعتبار هذا المفهوم علم متكامل بحد ذاته يحتوي على العديد من الجوانب العلمية الأخرى، مثل الأعراض الجانبية للأدوية الضارة وعدم نجاعتها، نوعية الأدوية، الأخطاء الطبية في استخدام الأدوية، مثل جرعة زائدة، عدم فعالية الأدوية، والأدوية المزيفة.
وتسلط هذه الإرشادات الضوء على الحاجة إلى التحسين من سلامة التعاطي بالأدوية، فبحسب الإحصائيات فإن حوالي 50% من المرضى لا يتناولون أدويتهم على النحو الموصى به، الشيء الذي قد يؤدي إلى إلحاق الأذى بهم. فالسؤال المطروح للأهل إذا لم تكن لديهم معلومات عن الأدوية وطرق استعمالها، فكيف سيعطون أولادهم هذه الأدوية بالطريقة الآمنة والسليمة ؟.
الأطفال:
ولادة طفل جديد هو وقت خاص ومؤثر في حياة الاهل والعائلة، ومرهقاً أيضا للأهل الجدد في كثير من الأحيان. والأطفال، بحسب التقييم لتعقيدات الأمراض، يعدون مجموعة مركبة ومعقدة نسبة للمرضى الأخرين حسب فئاتهم العمرية، فهم مختلفون بالنسبة لكيفية التعاطي بالأدوية، حيث أن أخطاء التعاطي بالأدوية تشكل خطرا على حياتهم، نرى ذلك جليا في استخدام غرف الطوارئ بنسبة أكبر من البالغين وبشكل متكرر خاصة بالنسبة للأطفال المصابين بالأمراض المزمنة مثل الربو والصرع.
إذا فمن الضروري اتخاذ الحذر الشديد عند استخدام الأدوية للأطفال، التي يقسم العديد منها حسب الفئات العمرية التالية:
_ أدوية ملائمة لجيل تحت ال 18 عاما
- أدوية مناسبة لجيل تحت ال 12 عاما
- أدوية مناسبة لجيل تحت ال 6 سنوات
- أدوية غير ملائمة لجيل أقل من سنتين
والسبب في التحديد يكون غالبا للافتقار لدراسات علمية وأبحاث لازمة لتقييم سلامة هذه الأدوية، في كل فئة عمرية على حدة، بالإضافة لعدم نضوج واكتمال الأجهزة الحيوية (جهاز المناعة) لدى الأطفال، حيث التعرض لبعض الأدوية قد يؤدي إلى أعراض جانبية ضارة قد تؤدي لحالات تسمم (toxic effect).
إلى ماذا يجب الانتباه قبل استعمال الدواء للأولاد وبشكل عام؟
أن تكون الادوية صالحة للاستعمال والبيع وأن تكون آمنة، ونعني بآمنة:
كقاعدة عامة وهامة، على الأهل طرح الأسئلة لفهم جميع المعلومات قبل إعطاء الدواء لأطفالهم بالشكل الصحيح:
- ما اسم الدواء ولماذا يستخدم؟
- متى وكيف يجب تناول الدواء؟
- هل يتفاعل الدواء مع أية أدوية أخرى يأخذها الطفل؟
- كم مرة في اليوم سوف يحتاج الطفل لتناول هذا الدواء؟
- ما هي المدة الزمنية التي يجب أن يؤخذ الدواء فيها؟
- ماذا يجب فعله إذا لم تؤخذ الجرعة الدوائية بالوقت؟
- ما هي المدة الزمنية التي يلاحظ بها سريان مفعول الدواء ومتى ستتحسن الأعراض؟
- ما هي التعليمات الخاصة لتناول الدواء (مثل الاكل أو الشراب أو تعليمات حاوية الدواء)؟
- ما هي الأعراض الجانبية* التي يمكن أن تحدث حين تناول الدواء؟ وكيف يمكن التعرف على علامات التحذير من حدوث بعض الأعراض السلبية أو الأعراض الجانبية الأكثر خطورة؟
- ماذا يجب فعله إذا واجه الأهل أي مشكلة عند تناول الطفل الدواء؟
- كيفية تخزين الدواء.
*جميع الأدوية المتاحة بتوصية طبيب أو بدون وصفة طبيب لها أعراض جانبية ، والمعروف أيضا باسم الأعراض السلبية وهي ردود فعل غير مرغوب فيها أو غير متوقعة وتختلف من واحد لأخر مثل ،طفح جلدي، صداع ، حكة، أضرار للكبد أو الكلى وأحيانا تهديد بالحياة.
مثال بسيط لدواء متداول وعادي وأكثر انتشارا، قد يعتقد الكثيرون أن "الباراسيتامول"، الذي يباع تحت اسماء تجارية مختلفة، لا يسبب آثاراً جانبية خطيرة، ولكن هذا الدواء قد يُحدث آثار جانبية خطيرة إذا أخذ بجرعات كبيرة، ويسبب أضرارا بالكبد.(في جميع الحالات يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي)
مثال أخر، إذا كان الطفل يعاني من الزكام، الانفلونزا، الجدري ، ينصح بعدم إعطائه أي منتج من "الأسبرين"، والذي في بعض الأحيان يمكن أن يسبب حالة مرض نادرة وخطيرة تؤثر على الدماغ والكبد تسمى "الري سيندروم" (Reye Syndrome)، والدواء المركب من "الباراسيتامول" هو بديل أكثر أمنا.