تضج وسائل الإعلام العبرية منذ أيام، بنملة النار الاستوائية التي اجتاحت إسرائيل ووصلت لشواطئ بحيرة طبريا، مخلفة أضراراَ بيئية واقتصادية ومهددة لحياة بعض البشر، فما قصة هذه النملة؟ وهل وصلت إلينا؟ وكيف نتعامل معها؟

ما هو نمل النار، وهل وصل إلينا؟

رئيس قسم الحشرات والقوارض في وزارة الصحة، سامر صوالحة، قال خلال مقابلة أجرتها معه "شاشة نيوز": "نمل النار عبارة عن نوع من أنواع النمل، موطنه في أمريكا الجنوبية، انتشر خلال ثلاثينيات من القرن الماضي في أمريكا ودخل إلى بعض الدول المجاورة مثل أستراليا وجنوب شرق آسيا".

وأضاف: "دخلت هذه النملة إلى فلسطين لمناطق 1948 في عام 1998، وتم التحقق من وجودها في عام 2005، وهي تتركز في بعض المناطق في جنوب بحيرة طبريا، وفي مناطق داخل الخط الأخضر، خاصة في المناطق الوسطى من الساحل، وايضا تنتشر أحيانا في مناطق الشمال والجولان والنقب في الجنوب".

أما فيما يخص الضفة الغربية وقطاع غزة، قال صوالحة:" لم يسجل وجود نملة النار الصغيرة حتى الآن، لكن احتمال وجودها وارد، لأن هذا النوع من النمل له القدرة على الانتشار، ومقاومة الظروف الصعبة".

وعن ظروف انتشارها أوضح صوالحة:"تحتاج لظروف معينة حتى تتكاثر ونتنشر خاصة أن تكون التربة عميقة لان مستعمراتها ممكن ان تصل عمقها لمتر ونصف داخل التراب، وتتواجد على جوانب ضفاف الانهار والبحيرات، لذلك تتركز في بحيرة طبرية والمياه الجارية".

وأضاف:"لكن في الضفة هذه الظروف ليست متواجدة، لكن ممكن ان تنتشر في الحقول ومزارع الخضروات التي تسقى بماء كثيرة، وحتى حول البيوت البلاسكيتية".

وأكد صوالحة:"لو كانت موجودة في مناطقنا بالضفة الغربية، لوصلت شكاوي لوزارة الصحة، وفي عزة لم تصلنا أي شكاوي أو مؤشرات تدل على تواجدها".

هكذا يجب التعامل مع لدغة نملة النار؟

نملة النار تلسع الإنسان من خلال أداة لسع موجودة بمؤخرة بطنها، وهذه النملة عندما تلسع الإنسان تفرز بداخل جسمه بعض السموم، وعادة تلدغ في الأماكن التي يكون فيها الجلد رقيق كالرقبة والساعد وفي الأقدام.

رئيس قسم الحشرات والقوراض أوضح أنه "بعد اللدغة يشعر الإنسان بالشعور بالحرق ومن هنا جاء اسمها كنملة نار، وتستمر لـ40 إلى 45 دقيقة، واللدغ ممكن أن يشعر الانسان بالرغبة بالحك، لكن الحك الشديد ممكن ان يؤدي لالتهاب جلدية".

وأضاف:"اذا ترك اللدغ دون حك، واستخدم مواد مطهرة وكمادات ثلج ومراهم، كلها امور تساعد على الشفاء بسرعة".

هل تقتل هذه النملة؟

وعن خطرها على صحة الإنسان، أوضح صوالحة أن هذا النوع من النمل لا يهدد حياة الإنسان بشكل عام، لكن ممكن أن يكون لدى بعض الناس حساسية من لدغة هذه النملة وإذا لم يتوجهوا للطبيب خلال فترة محددة قد يكون هناك خطر على حياتهم.

موضحاَ ان أعراض الحساسية تتمثل في احمرار في الجسم، وتسارع في ضربات القلب.

مؤكدا في الوقت نفسه أن هذه النملة لا تقتل ضعيفي المناعة، فهي ليس لها علاقة بالمناعة ونسبة الوفيات فيها قليلة جداً.

تهديد للتوازن البيئي والاقتصاد!

مخاطر هذه النملة لا تقتصر فقط على لدغ الناس، بل تؤثر أيضا على النظام والتوازن البيئي، ولها خسائر اقتصادية.

وأوضح صوالحة ذلك بقوله:"تستطيع هذه النملة أن تفترس مجموعة كبيرة من الحشرات الموجودة بالتربة، وممكن ان تخل في التوازن البيئي بمكان تواجدها".

وأضاف:"تتغذى على بذور النباتات، وعلى النباتات النامية الصغيرة وهكذا تشكل خسائر كبيرة للمحاصيل الزراعية، فترى الخسائر بالملايين في المناطق التي تنتشر فيها بأماكن كبيرة".

كيف نميزها عن النمل العادي؟

قال صوالحة:"هناك صعوبة أي شخص عادي أن يميز هذا النمل، بل نحتاج لشخص خبير حتى يؤكد وجوده ويفحصه تحت المايكروسكوب".

وفي الوقت نفسه أشار إلى ان لدغاتها ممكن ان تساعد الإنسان على اكتشافها، فهي تلدغ الإنسان ويحصل تورم بسيط وكيس مائي، بالإضافة للشعور بالحرق الشديد.

وأضاف:"ممكن ملاحظتها أيضا عن طريق الأعشاش فهي تنبني كومة من التراب ممكن ان يكون ارتفاعها 40 سم".

كيف نكافح نملة النار؟

وعن طريقة مكافحة نملة النار في حال وصلت إلينا، أجاب صوالحة:"نملة النار الصغيرة تكون مكافحتها صعبة عندما يكون هناك مساحات شاسعة وكبيرة، لكن في بلادنا الأراضي صغيرة ومحصورة وممكن حصر أماكن تواجدها ببساطة".

وأوضح ان "طريقة مكافحتها تتم من خلال استخدام مواد مبيدات مخلوطة تأكلها نملة النار وتنقلها لعشها وتتغذى عليها بقية النمل وبالتالي تموت، وتتكرر هذه العملية أكثر من مرة وبالتالي تنتهي مستعمرة النمل".

الكلمات الدلالية : نملة, النار, الخطيرة, تجتاح, إسرائيل, فهل, وصلت, إلينا؟,