الخميس 08 فبراير 2018 22:00 م بتوقيت القدس
يحذر خبراء دوليون من خطر تفجر حرب إقليمية على نطاق واسع، تكون الأراضي سوريا ميدانها، في حال تجاوزت الأطراف المعنية الخطوط الحمراء المتفاهم حولها بصفة مباشرة أو غير مباشرة، برعاية روسيا.
ورجح الخبراء في تقرير أصدره مركز "مجموعة الأزمات الدولية "في بروكسيل، الخميس، أن روسيا تنفرد بالقدرة على إبرام تفاهمات بين النظام السوري، وإيران، وحزب الله، من ناحية، وإسرائيل من ناحية أخرى، قد تساعد على الوقاية من الحرب الإقليمية.
وتتمثل الخطوط الحمراء بالنسبة لإسرائيل في ألا يقترب مقاتلو الميليشيات الشيعية من خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان المحتلة، وأن تتمكن روسيا من جهة أخرى من إقناع إيران عدم المخاطرة ببناء قواعد عسكرية وتجهيزات دقيقة في سوريا.
ويلاحظ الخبراء أن حرب سوريا دخلت مرحلة جديدة يتمتع فيها نظام بشار الأسد "باليد العليا" بعد المكاسب الترابية التي جناها بفعل دعم حليفيه، روسيا وإيران. وهذا وضع لا يريح إسرائيل، التي قد لا ترضى بدور المتفرج، لأنها تخشى من عواقب المتغيرات في سوريا على تفوقها الاستراتيجي. وهي تلاحظ أن النظام السوري أصبح يعوِّل أكثر فأكثر على دعم إيران وحزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى العاملة في سوريا "بموافقة روسيا".
ويستنتج التقرير أن "مواقف الرئيس ترمب المثيرة لم تثمر بعد في ميدان" سوريا. لكن لا يصح التفكير في أن يد إسرائيل "قصيرة" حيث "تحظى بموافقة روسيا على تقييد مصالح إيران العسكرية في سوريا"، كما تحرص موسكو على "الحفاظ على نوع من توازن القوى"، ولا ترغب في أن يسيطر النظام على كل قطعة ترابية من البلاد.
وتشكل منطقة جنوب غرب سوريا مصدر قلق بالنسبة إلى إسرائيل، حيث تخشى الأخيرة من خطر اقتراب ميليشيات حزب الله من خط وقف إطلاق النار لعام 1974، ومن إمكانية إقامتها قواعد قرب حدودها (إسرائيل) ومن توسع نطاق المواجهة الجغرافي بين الجانبين. وقد يجد مخططو الجيش الإسرائيلي أن قواتهم قد تُجرُّ من قبل حزب الله وسوريا وإيران إلى حرب إقليمية.