الاثنين 05 فبراير 2018 08:59 م بتوقيت القدس
كشف مدير عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة، ماتياس شمالي، أن التمويل المالي المتوفر للوكالة، يكفي لتقديم خدماتها حتّى شهر يوليو/ تموز المقبل فقط، محذراً من أن قطاع غزة "في طريقه للانفجار ان استمرت الأزمة المعيشية الحالية".
وعبّر المسؤول الأممي عن رفضه لما قال إنه سياسة "خلط الأوراق السياسية مع الانسانية"، التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، رافضاً فكرة حلّ الوكالة، وقال إن وجودها، هو عامل استقرار في المنطقة سيّما قطاع غزة، مشيراً إلى أن تقليص خدماتها سيؤدي إلى مُسارعة أي انفجار محتمل في القطاع.
وقال شمالي، في حوار مع وكالة "الأناضول" التركية، إن الأزمة المالية التي تمرّ بها "أونروا"، خلال عام 2018، هي "الأكبر" منذ سنوات إنشاء الوكالة، موضحاً أن "العجز في الميزانية العامة للأونروا يقارب ثلث التمويل العام".
وأشار إلى أن الوكالة ستتخذ إجراءات لتقليص خدماتها في مناطق عملياتها الخمسة، إذا لم تحصل على التمويل اللازم لسد الفجوة المالية بعد مرور شهر يونيو/حزيران القادم، قائلاً:" نفكر الآن كيف يمكننا أن نحصل على التمويل اللازم لدعمنا".
وبحد أدنى، فإن "أونروا" تحتاج –في الوقت الحالي- حوالي 740 مليون دولار أمريكي لسد تلك الفجوة (تمكّنها من تقديم خدماتها لهذا العام)، بحسب شمالي.
وأعلن شمالي عن عدم وجود تمويل كافٍ في خزينة "أونروا" يمكّنها من شراء وتوفير المساعدات الغذائية للاجئين، خلال الدورة الثانية من توزيع تلك المساعدات ينفذ البرنامج مرة كل 3 شهور.
كما حذّر شمالي من تقليص "أونروا" لخدماتها بشكل أكبر خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، وقائلاً: " يمكن القول من ناحية الميزانية، أنه ليس هناك تمويل كاف يغطي الأشهر الثلاث الأخير لهذا العام".
وحول آخر المستجدات فيما يتعلق بالمناشدة الطارئة، التي أطلقتها "أونروا" الأسبوع الماضي، للمطالبة بتوفير مبلغ 800 مليون دولار، قال شمالي إن السويد أكّدت على التزامها بتمويل الوكالة الأممية (ليس لديه تقدير بالمبلغ)، لكن "أونروا" لم تستلم أي مبلغ حتى اليوم، كما أعربت بعض الحكومات (لم يسمّها) عن التزامها بتمويل "أونروا" وتضامنها معها، دون وصول أي مبالغ منها لخزينة "أونروا"، وفق شمالي.
قطاع غزة
وفي ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، يعتقد شمالي أن قطاع غزة أقرب ما يكون إلى "الانفجار"، قائلاً: " لكن لا نستطيع القول متى سيكون ذلك الانفجار، اليوم أو غداً أو بعد عام، لكن كل المؤشرات تقول إن هذا التدهور سيقود للانفجار".
واعتبر شمالي "أونروا" عامل استقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن تقليص خدماتها سيهدد ذلك الاستقرار ويُسارع من الانفجار، مضيفاً: " يجب على أونروا مواصلة تقديم خدماتها كونها عامل استقرار في المنطقة".
ولإنقاذ قطاع غزة من هذه الكارثة، يرى شمالي أنه بات من الضرورة استمرار "أونروا" في تقديم مساعداتها الإغاثية الغذائية للسكان.
وأكّد على حاجة "أونروا" للتمويل كي تتمكن من توزيع المساعدات الإغاثية الغذائية، وخلق فرص عمل بغزة.
وأرجع شمالي ارتفاع تلك الأعداد إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة (الذي يدخل عامه الحادي عشر)، والحروب الإسرائيلية المتكررة ضد القطاع، وما رافقها من ارتفاع في معدلات الفقر والبطالة، معبراً عن آماله في رفع ذلك الحصار، الأمر الذي سيؤدي إلى تخفيض عدد المستفيدين من خدمات الوكالة الإغاثية.
وقال شمالي إن الموظفين أبلغوهم برغبتهم في ممارسة أعمالهم بتقديم الخدمات للاجئين، في ظل هذه الأزمة المالية، حتّى وإن تم تقليص رواتبهم، مشيراً الى أن الأونروا، تحاول مواصلة دفع رواتب العاملين لديها بغزة.
وردا على سؤال حول تسريبات صحفية، قالت إن الوكالة قررت إغلاق مكتبتين، قال شمالي "لا يوجد معلومات كافية حول هذا الوضع، ونأمل أن يكون إجراء مؤقت وتعودان للعمل".
وكانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت أن الوكالة قررت إغلاق مكتبة مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا، ومكتبة مدرسة البحرين العامة في مدينة رفح.