السبت 27 يناير 2018 15:12 م بتوقيت القدس
يواصل مشفى النور الطبي، في مدينة أم الفحم، استقبال المتبرعين من خارج المدينة والبلدات العربية في الداخل الفلسطيني، واستقبل الأحد الفائت، 4 سيدات من مدينة كفر قاسم، أعمارهن بين الستين والتسعين، وتبرعن بنحو 43 ألف شيقل، لإتمام التجهيزات في “القسم التمريضي” التابع للمشفى.
وأصرّت الحاجة نعمة عفيف صرصور (96 سنة) من مدينة كفر قاسم، أن تأتي بنفسها إلى مدينة أم الفحم لرؤية مشفى النور الطبي، وكانت قد سمعت عنه من قريبة الحاج عبد الحميد تحاوخو من قرية كفر كما، والذي تبرع قبل عدة أسابيع، للمشفى بمبلغ 339 ألف شيقل، بعدما قرأ في صحيفة “المدينة” تقريرا عن تبرع السيد محمد عبد اللطيف دعدوش (حنتوشي) وإخوانه من أم الفحم، وتبنيهم لمشروع “الأسرّة” في القسم التمريضي التابع لمشفى النور، عبر تمويل تكاليف المشروع والتي تقدر بنحو 400 ألف شيقل.
ورافق الحاجة نعمة إلى مدينة أم الفحم 3 محسنات أخريات من كفر قاسم (فضّلن عدم ذكر اسمائهن)، قدّمن التبرعات للمشفى من باب الصدقة الجارية وفعل الخير.
وقال السيد عفيف أحمد عفيف صرصور، ابن اخ الحاجة نعمة، لـ “موطني 48”: “قالت لي عمتي إنها تريد التبرع للمشفى في أم الفحم، وطلبت مني أن أسحب مبلغا من المال من حسابها وأن أرافقها إلى أم الفحم، وكم سعدنا حين رأينا هذا الصرح الطبي العظيم، المقام وفق أفضل المواصفات العلمية والعمرانية، ونسأل الله أن يتمم هذا المشروع بكامل مرافقه، من أجل تقديم الخدمات لأهلنا في الوسط العربي، وكلي ثقة أن أهل الخير والإحسان في بلادنا، لن يترددوا في تقديم الدعم المادي لهذا المشروع المبارك”.
وقالت قريبة الحاجة نعمة لـ “موطني 48″، إنها دائمة التبرع لكل مشروع خير تسمع عنه، وذلك من باب نيل الاجر والثواب وليكون ذلك صدقة جارية عنها، وأضافت: “لا توفر الحاجة نعمة شيئا من أموالها ومخصصات التأمين، وتتبرع لكل مشروع خير تسمع عنه في كفر قاسم أو في الوسط العربي، كما أنها تواظب على شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، 3 مرات في الأسبوع، وترتبط بالأقصى برباط عظيم منذ سنوات، كذلك تقوم على دعم عدد من طلاب العلم والعائلات المستورة، وتكفل عددا من الأيتام”.
الوضع الصحي للحاجة نعمة لم يساعدها على الحديث معنا، لكن عيناها نطقت بكل شيء، وهي التي تحملت مصاعب السفر من مدينتها إلى أم الفحم من أجل التصدق والمساهمة في نهضة مشفى النور الطبي واتمام مرافقه.
من جانبه يؤكد السيد محمد محاميد، مدير مشفى النور الطبي، أن المشفى يستقبل التبرعات من أهل الخير، بين الفينة والأخرى، ما يعزز أهمية الصدقة الجارية وحب العطاء لدى الأهل المحسنين، بصرف النظر عن حجم التبرعات.
وقال محاميد في حديث لـ “موطني 48”: “نعكف حاليا على تجهيز القسم التمريضي، ونتوقع أن يجري افتتاحه خلال الأشهر القريبة القادمة، وقد افتتح الأخ محمد عبد اللطيف دعدوش (حنتوشي) وإخوانه، باب التبرعات لهذا القسم عبر تبرعهم بتكلفة الأسرّة، ثم تبعهم الحاج عبد الحميد تحاوخو من قرية كفر كما، متبرعا بثمن أجهزة تسخين الماء، كذلك أبدت أخت كريمة من باقة الغربية نيتها التبرع لإنجاز لوازم أخرى في القسم التمريضي، واستقبلنا هذا الأسبوع اخوات محسنات من كفر قاسم على رأسهن الحاجة نعمة صرصور، حيث قدمن إلى المشفى من أجل التبرع بما تجود به أنفسهن وقدّمن نحو 43 ألف شيقل”.
وأضاف: “نتوقع دائما الخير من أهلنا، وهناك العديد من اللوازم والمرافق التي بحاجة إلى دعم، بصرف النظر عن المبالغ، فحتى لو كان مبلغ التبرع شيقلا واحدا، فإن الله تعالى يبارك هذا المبلغ ويطرح فيه البركة من أجل إتمام هذا المشروع الرائد”.
تجدر الإشارة إلى أن مشفى النور الطبي (بالقرب من المدرسة الثانوية الشاملة)، يستقبل المرضى بعد إعداد الطبقة الأولى من المشفى المكون من 5 طبقات، بالأجهزة الطبية اللازمة، فيما أفادت إدارة المشفى أن الفترة القادمة ستشهد افتتاح الطبقة الثانية والثالثة، وتضم عيادات تخصصية و”قسم تمريضي”، وقد وصلت تكلفة مشروع “مشفى النور الطبي” إلى نحو 50 مليون شيقل، تبرع بها أهل الخير في أم الفحم والمنطقة وجمعيات أهلية محلية.
وتشمل خدمات المشفى في طابقه الأول: غرفة طوارئ، ومختبرا طبيا وتصوير أشعة و”رينتغن”، و”ماموغرافيا” لكشف سرطان الثدي المبكر. وهو يعمل على مدار 24 ساعة.
أما باقي المرافق في المشفى: ستضم الطبقة الثانية عيادات في مختلف التخصصات الطبية مثل: القلب والأسنان، والعيون والعظام والأمراض النسائية، فيما أعدّت الطبقة الثالثة لتكون “مستشفى تمريضي” بحيث يستقبل المرضى من ذوي الاحتياجات العلاجية الدائمة لا سيما من كبار السن، للمبيت دون التقيد بفترة زمنية محددة.
وستكون التغطية المادية للرعاية الطبية المقدمة في “القسم التمريضي” بشكل كامل من قبل وزارة الصحة وفق الاتفاقيات المبرمة بين إدارة المشفى والوزارة.