الخميس 28 ديسمبر 2017 17:16 م بتوقيت القدس
قال ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن هناك أسباب عديدة وراء الهجوم الذي تشنّه الإمارات العربية المتحدة ضد تركيا بشكل أشرس من أمريكا وإسرائيل.
وخلال تصريح لصحيفة "الشرق" القطرية، كشف أقطاي - رئيس لجنة العلاقات التركية القطرية في البرلمان التركي - عن أن الإمارات دعمت محاولة انقلاب ضد عمر البشير في السودان قبل أشهر من أجل جر البلاد إلى حالة من الفوضى لا يعلم عاقبتها إلا الله.
وأكّد المسؤول التركي أن جميع محاولات الانقلاب وإثارة الفوضى التي شهدتها تركيا منذ تاريخ 7 فبراير/شباط عن طريق تنظيمي "غولن" و "بي كا كا" الإرهابيين كان للإمارات دور فيها.
وشدد على أن للإمارات نصيب من كل قطرة دماء بريئة سفكت على كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي في السنوات القليلة الماضية، لافتاً إلى أنها حرضت على تنفيذ الانقلاب العسكري في مصر ضد أول رئيس منتخب في انتخابات حرة ونزيهة، بل وساهمت في تنظيم شؤون الانقلاب وتمويله لتمهد الطريق أمام سفك دماء المظلومين من أفراد الشعب المصري.
وأردف أن أبوظبي لم تكتف بما فعلته في مصر بل أرسلت خليفة حفتر إلى ليبيا ومولته لتؤجج الفوضى والحرب الأهلية، بالتعاون مع الجارة مصر، بعدما كانت ليبيا قد تخلصت من الاستبداد لصالح إرادتها الحرة وبدأت مرحلة من الحوار والتوافق الوطني.
وأشار إلى أن الإمارات واصلت مخططها التخريبي بأن اتجهت إلى اليمن لتقلب ثورتها الشعبية رأساً على عقب وتجرها إلى حرب أهلية ذات طريق مسدود.
وتابع أقطاي: إذا كان هناك ثمة قلاقل في تونس فإن للإمارات حتماً إصبع فيها، كما كانت هناك محاولة إثارة للفوضى في المغرب، مشيراً إلى أنه عندما تقصى المختصون وجدوا للإمارات دورا في ذلك.
وأضاف: لقد كُشف النقاب عن تنظيم المؤامرات والتدخل في شؤون البلاد لدرجة أن اسم الإمارات تحول بين المواطنين العرب إلى اسم المؤامرات.
وبين أن الإمارات تحاول التخلص من تاريخها وتعذيب ضميرها والجرائم والخيانات التي ارتكبتها قبل قرن من الزمان، ولهذا فهي تهاجم تركيا بشكل أشرس من أمريكا وإسرائيل، ودون حتى أن تشعر بحاجة لستر هويتها.
وأكّد أن شبح القائد فخر الدين باشا يحوم حولها، في حين تحاول أن تتخلص منه، وكلما حاولت ذلك تجد نفسها واقعة في مصيدة ماضيها.
وأضاف أقطاي: ثمة شبح يحوم حول العالم، شبح القدس، شبح المسلمين، وما يميز هذا الشبح أنه شبح واقعي، مؤكداً أن ولي عهد أبو ظبي ووزير خارجيتها يخافان من هذا الشبح الذي يظهر لهما في صورة القائد فخر الدين باشا.
وأكد أن أهم ما يقلق حكام الإمارات ويسيطر على أذهانهم هو خوفهم من الحساب على تلك الجرائم التي ارتكبوها عاجلاً أو آجلاً، وللهروب من ذلك، يزيد عدوانهم وهجومهم بتصرفات مستكبرة، وينعتون المسلمين بصفات الإرهاب، فهم يعرفونهم جيداً، وفي الواقع فإن الجرائم التي ارتكبوها ضد المسلمين ستسلبهم عقولهم.
وأوضح أن هذه المخاوف التي ظهرت على السطح اليوم في صورة "الإسلاموفوبيا" هي ذاتها شبح الأطفال المسلمين المظلومين الذين يعتقد أنهم قتلوا بوحشية قبل مائة عام، علماً بأن هذا الشبح يذكرنا بجميع الجرائم التي ارتكبت ضد الإسلام.
ووصف الهجوم الذي شنته الإمارات على القائد فخر الدين باشا بالجيد، قائلا: من الجيد أن يذكروا فخر الدين باشا بهذه الطريقة؛ إذ أتيحت للشعوب فرصة التعرف عن قرب على جريمة متستر عليها وضحيتها فخر الدين باشا ومهمته.
كما أنهم أدركوا جيدا الدور الذي تلعبه اليوم الإمارات بصفتها وريث من خانوا ذلك القائد العثماني، مبيناً أن التاريخ فرع معرفي ذو وجهان، فتارة نقرأ الماضي في ضوء الحاضر، وتارة أخرى يرسل الماضي أشباحه إلى الحاضر.
وأثارت تغريدة لوزير خارجية الإمارات عبر "تويتر"، قبل أيام، موجة غضب كبيرة في تركيا، ودفعت بالرئيس رجب طيب أردوغان، إلى مخاطبة ناشر التغريدة بالقول "حين كان جدنا فخر الدين باشا، يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟".
يشار أن "فخر الدين باشا" الذي لقبه الإنجليز بـ"نمر الصحراء التركي"، اشتُهِر بدفاعه عن المدينة المنورة جنبًا إلى جنب مع سكانها المحليين، طوال سنتين و7 أشهر (ما بين 1916- 1919) رغم إمكانياته المحدودة في مواجهة البريطانيين إبان الحرب العالمية الأولى.
ورغم الأوامر من إسطنبول، والضغط من الإنجليز حول مغادرة المدينة المنورة، رفض فخر الدين باشا، ترك مدينة الرسول محمد (ص) واستمر في المقاومة، حتى اعتُقِل أسير حرب، وأُرسِل إلى مالطا لمدة ثلاث سنوات.
وبفضل جهود حكومة أنقرة جرى إطلاق سراحه عام 1921، ثم تعيينه لاحقًا سفيرًا لتركيا لدى أفغانستان.
وتساءل: لماذا يلعب هذا البلد - طواعية - دور حصان طروادة للمخطط الصهيوني في العالم الإسلامي؟ موضحاً لقد أصبحنا نفكر في سبب هذا الجهد الذي تبذله الإمارات للعدوان على الإسلام، فمن أين سُلط الخوف من الإسلام، أكثر من أمريكا وإسرائيل، على الأسرة الحاكمة لدولة يحمل معظم أفرادها اسم نبي هذا الدين؟
وكشف عن وجود علاقة وثيقة تربط الإمارات بإسرائيل قائلا: ما أصبح واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار أن ثمة رابطا يربط الإمارات بإسرائيل والعالم الماسوني.
وأوضح أن مشاركة حساب وزير الخارجية الإماراتي على تويتر، بموافقة شخصية منه، تغريدة عن القائد العثماني فخر الدين باشا، كانت أكثر التفسيرات المنطقية لتلك المخاوف التي ذكرتها آنفا.
وتابع: كلما علا صوت أردوغان الجهور أكثر ليكون أملا للشعوب المظلومة في العالم الإسلامي، تتردد في آذان أبناء الإمارات عبارة "إنه صوت فخر الدين باشا الذي عاد لينتقم من خيانتكم للأتراك وسائر شعوب وبلاد المسلمين".
وكلما علا الصوت زاد الضيق، ولهذا يهاجمون تركيا وشخص أردوغان لافتاً إلى أنهم يتصورون بذلك أنهم يطلقون النار في خوف وقلة حيلة على شبح فخر الدين باشا.
وتطرق إلى قضية القدس بالقول: من المستحيل ألا يشعر بالألم الداخلي ضميرُ من أقدم على ظلم الأطفال الفلسطينيين الأبرياء لصالح الإسرائيليين المعتدين وتنفيذ عملية "السطو" الرامية لحيازة ملكية القدس، الإرث الإنساني المشترك، غير آبه بجميع المقدسات، بغض النظر عن العقلية الشريرة التي يمتلكها. فذلك الضمير سيجول بشبح الأطفال الفلسطينيين فوق الولايات المتحدة في صورة القدس.
المصدر : ترك برس