الخميس 07 ديسمبر 2017 10:38 م بتوقيت القدس
جاء في بيان صادر عن المجلس العلمي للعلماء والباحثين الإسلاميين في أسبانيا بخصوص القدس :" إن القدس كمدينة مقدسة ضمت بين جنباتها التراث الديني للأنبياء منه ما هو باق ومنه ما قد اندثر وإن بقي في الذاكرة التاريخية الدينية.
فالقدس أرض الله ولا نخشى على البيت إلا من ربه، وقد شاء مولى البيت ألا يبقى من آثار النبوات في القدس سوى ما هو قائم معروف؛ المسجد الأقصى وكنسية القيامة ومفاتيحها بإجماع ملل النصارى في يد عائلتين من المسلمين هما عائلة جودة وعائلة نسيبة، وهكذا أصدر تاريخ النبوات حكمه ببقاء إرث من شاء الله بقاءه.إن القدس مهوى أفئدة الأنبياء ومهاجر المرسلين والأرض التي ضمت بين جنباتها أجساد كثير من النبيين والصالحين والقبلة الأولى للمسلمين ومسرى النبي محمد صَلّ الله عليه وسلم.
وإن تقرير شأن القدس لن يصحّ ولن يكون من قبل أية جهة مهما بلغ مجدُها أو تمكنت قوتُها لأن الله تعالى يعلمنا سنته في أرضه " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) الأنبياء.
وإن المجلس العلمي في أسبانيا ممثلا في أئمته وعلمائه يشجب ويحذر من آثار قرار نقل السفارة الأمريكية أو الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل حيث إن ذلك يمثل اعتداءً صارخاً على العرب والمسلمين.
كما أنّ القرار يُعدُّ تجاوزاً فجاً في حق جموع المسلمين التي لن تقبل مطلقاً مثل هذا القرار الذي لم يسلب حقا بقدر ما أقرّ باطلا وعاد بنا لعصور الظلام وهو ما لا يتناسب مع عصر تمكنت فيه قيمُ الحرية والديمقراطية والحوار والجوار.
والمجلس يهيب بكل شرفاء العالم الحريصين على السلام بين المجموع البشري أن ينهضوا ليقدموا ما في وسعهم لحفظ الحقّ لأهله ودرء الفتن في مهدها.
والمجلس إذ يهيب بالعقلاء والمحبين للسلام يشدّ على أيديهم ويؤازِر خطواتهم ويؤمل في وعيهم وإيمانهم.
فنحن بصدد أمرٍ جلل يمسّ أرضاً شاء الله أن تكون مهداً لكل الديانات وساحاتها شاهدة على نضال أنبيائها في سبيل التوحيد والسلام وبيان دعواتهم لتحرير البشرية ووحدة اصطفافها، ولها من القداسة في تاريخ الأنبياء وواقع أتباعهم ما لا ينبغي أن نُسقط منه شيئاً.
أيها المحبون للسلام والمؤمنون بقيم المحبة والإخاء .. قد اتحدت اليوم كلمة العقلاء من الساسة ورجال الدين في العالم على خطورة تداعيات هذا القرار الصادم، والمجلس العلمي في أسبانيا إذ يستنكر ويشجب هذا القرار يهيب بكل صاحب رأي وحكمة أن يعلن اعتراضه وشجبه ورفضه لهذا القرار حتى يُتراجع عنه لأن تداعياته
سوف تكون الأسوأ في تاريخ الإنسانية من حيث انتهاكاته الحقوق والمقدسات الدينية.
تحيا القدس مدينة النبوة والأنبياء، تحيا وتبقى مدينة سلام وحب وتوادٍّ
سلامٌ لأرض خُلقت للسلام، فمتى يتحقق بين ربوعها السلام؟.
المجلس العلمي للعلماء والباحثين الإسلاميين في أسبانيا