السبت 25 نوفمبر 2017 15:21 م بتوقيت القدس
"أكتب هذه الكلمات وأنا أخشى ألا تمر هذه الليلة وأنا على قيد الحياة.. أخشى أن يأتي طليقي ومعه سكين، فقد هدد بذبحي عشرات المرات. لن يمنعه أي شيء من فعل ذلك.. يمكنكم أن تعتبروني القتيلة التالية".
بهذه الكلمات وصفت امرأة عربية أطلقت على نفسها "ن"، وهي تطلب المساعدة خشية أن تتعرض للقتل من قبل طليقها الذي هددها عشرات مرات، واعتدى عليها عدة مرات، وحاول إضرام النار بالمنزل، في حين اكتفت الشرطة بتحقيق إجرائي، ثم أغلقت الملف، وتركت "ن" لمصيرها.
تقول "ن"، في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، إنها تكافح منذ فترة طويلة من أجل الحصول على الحماية التي تحتاجها هي وأبناؤها، ولكن دون جدوى. وتضيف "أحاول أن أحارب من أجل حقي في الحياة. على الحق في الحصول على الحماية منه. فهو يحاول بكل طريقة ممكنة المسّ بي وقتلي".
وبحسبها، فقد قدمت شكاوى كثيرة للشرطة من أجل إبعاد طليقها عنها، ولكنها أدركت أن الشكاوى التي قدمتها لم تعالج، ولن تعالج، وأن أحدا لا يكترث لمصيرها. وتقول "لا أحد يكترث إذا متّ، وتحولت إلى رقم آخر في إحصائيات النساء اللواتي قتلن من قبل أزواجهن".
وتصف "ن" الحياة التي تعيشها في ظل الخوف من أن يأتي طليقها في أي لحظة، وينفذ تهديده بقتلها. وتقول "كلكم تعرفون أنكم لن تصابوا بالصدمة عندما يعلن قارئ النشرة الإخبارية عن مقتل امرأة عربية أخرى.. ثم تواصلون حياتكم الاعتيادية".
وتتابع أنها تعيش حالة من الخوف والقلق منذ شهور خشية أن يعتدي عليها طليقها ذات ليلة، أو يحاول خنقها. وتشير في هذا السياق إلى أنه دخل ذات مرة وحطم أثاث المنزل، وعندما حاولت ابنته الكبرى منعه، انهال عليها بالضرب، ولم يتوقف عن ذلك إلا بعد تدخل الجيران.
وتؤكد "ن" أنها لم تتمكن من إقناع الشرطة بأنها تواجه خطرا على حياتها، خاصة وأن طليقها لم يعد يخشى شيئا، فهو يدرك أن الشرطة تعرف كل شيء، وفي الوقت نفسه لا تفعل شيئا.
وتضيف أنها واصلت التوجه إلى الشرطة، وتقديم الشكاوى، والتوسل من إجل إنقاذ حياتها، ولكن عبثا. تقول "توسلت لكي يسمعني أحد، أو كي يدرك أحدهم أنني (الضحية) التالية".
وبينما تؤكد على رغبتها في ألا تصبح رقما ينضاف إلى الإحصائيات أو نبأ هامشيا في النشرة الإخبارية، تشير إلى أنه قبل أسبوع، اقتحم طليقها المنزل في الساعة الثالثة فجرا، وحاول إضرام النار بالمنزل بمن فيه.
ونقلت الصحيفة عن محامي "ن" قوله إن الشرطة لا تقوم بما فيه الكفاية من أجل حمايتها، بل تترك غالبية النساء، عمليا، لمصيرهن. ويضيف أن تقاعس الشرطة يشجع على عدم تقديم شكاوى، حيث تجد النساء أنفسهن في المعركة لوحدهن دون أن تقوم الشرطة باستكمال إجراءات التحقيق.
كما يشير المحامي إلى أن أوامر الإبعاد عن المنزل والأوامر الأخرى الوقائية لا يتم الامتثال لها بشكل عام، وأن الشرطة تتحدث بلسانين، فمن جهة تدعي أنها تضع أمامها هدف تقديم الخدمات للمواطنين؛ ومن جهة أخرى تترك النساء اللواتي يقدمن شكاوى لمصيرهن، وفي الغالب تقوم بإغلاق هذه الملفات.
في المقابل، تدعي الشرطة أنه تم فتح تحقيق فور تلقي الشكاوى، وأجري بمهنية وبشكل جذري، مع استيضاح كافة الظروف، واستنادا إلى الشهادات ومواد التحقيق. ومع انتهاء التحقيق تقرر إغلاق الملف.