السبت 11 نوفمبر 2017 15:16 م بتوقيت القدس
أكد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اليوم السبت، أن "التنفيذ الدقيق والتمكين الكامل لحكومة التوافق الوطني سيقود لتخفيف المعاناة عن قطاع غزة".
وقال عباس خلال كلمة له بذكرى رحيل الرئيس ياسر عرفات الـ13 بمهرجان حاشد نظمته حركة فتح في قطاع غزة، إنه "لا أحد أحرص منا على أهلنا هناك. ولا دولة بدون غزة أو فيها وحدها".
وأشار إلى مضيه قدما في مسيرة المصالحة الداخلية وترحيبه بجهود مصر في الوصول لاتفاق القاهرة، مضيفا: "مستمرون في تنفيذه وصولاً لسلطة وقانون وسلاح شرعي واحد". و لم يتضمن خطاب الرئيس عباس إعلانا يرفع العقوبات عن سكان القطاع.
و عن الرئيس الراحل، قال: "إننا من بعدك وفي ذكراك نعيد التأكيد بأننا سنمضي قدمًا نحو تحقيق حلمك وحلم أبناء شعبنا بالحرية والسيادة والاستقلال على تراب وطننا الفلسطيني الطاهر".
واستطرد عباس: "أخي أبو عمار أن العهد والقسم والثورة التي عاهدنا عليها ستضل نبراسًا يضيء الاستقلال لدولتنا الأبية وعاصمتها القدس.. إن فلسطين التي أرادوا أن يخرجوها من التاريخ والجغرافيا من عام 1917 قد عادت بتضحيات شعبنا والشهداء والجرحى والأسرى".
وتابع: "ها هي تقول بأنها باقية فكانت تسمى فلسطين وستضل تسمى فلسطين والشعب الذي نكبوه وشردوه واختلعوه من أرضه ودياره لا زال يتمسك بحقوقه.. فالهوية الوطنية راسخة وثابتة".
وذكر عباس أن الشعب الفلسطيني صاحب حضارة وتاريخ عريقين وهو عصي على الذوبان.. فكل طفل ولد في الوطن لا زال يتمسك بثقافته وهويته ولا يرضى بديلًا عن فلسطين وطنًا آخرًا ولا يقبل بديلًا عن منظمة التحرير ممثلًا شرعيًا ووحيدًا لقضيتنًا.
وأشار إلى أنه وبعد أن حصلت فلسطين على صفة مراقب بالأمم المتحدة في 2012 ورفع العلم الفلسطيني وأصبحنا اعضاء كاملين العضوية ببعض المعاهدات والاتفاقيات الدولية فإن مساعينا وجهودنا ستستمر لنيل العضوية الكاملة بالأمم المتحدة وصولا لإنهاء الاحتلال وزوال آثاره عن أرضنا.
ولفت عباس إلى أن ما يثير الاستغراب والاستهجان أن الحكومة البريطانية احتفلت قبل بضع أيام بمرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم الذي تسبب في نكبة ومأساة أكثر من 12 مليون فلسطيني وحرمانهم من حقوقهم السياسية والقانونية والانسانية.
وبين أنه "وهذا في الوقت الذي كان فيه مجلس العموم البريطاني بـ 2014 أوصى حكومة بلاده بالاعتراف بدولة فلسطين .. غير أن ذلك لم يتم حتى الآن من قبل الحكومة البريطانية".
ونبه عباس إلى أنه وفي كلمته أمام الجمعية العامة في سبتمبر الماضي جدد الدعوة للحكومة البريطانية لتصحيح ذلك الخطأ التاريخي عبر الاعتذار لشعبنا والتعويض عن الأضرار التي لحقت به والاعتراف بدولة فلسطين المستقلة.
وجدد التأكيد على أنه وبرغم كل المعوقات التي يفرضها الاحتلال ونشاطات الاستيطان القائمة على سياسة الابارتهايد فإننا متمسكون بثقافة السلام ومحاربة الإرهاب في منطقتنا والعالم ومصممون على البقاء على أرضنا والتمسك بحقوقنا التي كفلتها الشرعية الدولية.
وأكد أن السلطة ستواصل جهودها لبناء مؤسسات الدولة على أساس سيادة القانون وتمكين المرأة والشباب والنهوض باقتصادنا الوطني والمضي قدمًا سعيًا بترسيخ مكانة فلسطين دوليًا وأمميًا.
وأشار عباس إلى "أنه يعمل مع حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والقوى المعنية من أجل التوصل لاتفاق تسوية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين على أساس حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين".
وجدد الدعوة للدول التي تؤمن بـ"حل الدولتين أن تعترف بالدولتين معًا وليست بدولة واحدة وذلك لأن حل الدولتين أصبح في خطر دامغ.. فلن نقبل بسياسة الابارتهايد التي نعيشها بظل الاحتلال وسنطالب بالحقوق المتساوية لسكان فلسطين التاريخية إذا لم يتم تحقيق حل الدولتين".