القدس

القدس

الفجر

04:36

الظهر

12:38

العصر

16:16

المغرب

19:13

العشاء

20:40

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

04:36

الظهر

12:38

العصر

16:16

المغرب

19:13

العشاء

20:40

لا تنْطفئ: فَثَمّةَ منْ يَهتدي بِضِيائَكَ - بقلم: صهيب هاني خطبا

الثلاثاء 17 اكتوبر 2017 17:47 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:36

الظهر

12:38

العصر

16:16

المغرب

19:13

العشاء

20:40

أحمدُ الله رب العالمين وأُصلي وأُسلم على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد النبي الأُمّي وعلى آله وصحبه أجمعين، فهو الذي اهتدى واكتفى واقتضى وارتضى وأبى إلا أنْ يكونَ منَ المُسلمين وبعد:

لا تنطفئ فَثَمّةَ منْ يَهتدي بِضِيائَكَ – في مُجتمعٍ عظيمٍ مُتكاملٍ مُترعٌ بأبنائه، زاخرٌ باثقٌ بكفاءاته وقدراته وَمَلَكاتهِ وأهله، نرى فيه أهلَ الخير والعلمِ والعمل، وفي صوبٍ وكفةٍ نرى أدواراً تحتاجُ إلى أُناسٍ، ونرى أُناساً بلا أدوار، عن أي أدوارٍ نتحدث؟ لا شك فإني على يقينٍ وإيمانٍ أن بُذور الخيرِ والصلاحِ أنعمها الله عز وجل وأرفدها وتفضل بها على خلقه، فمنهم من حُرم هذا الخير بسوء عمله وجهله وشقيه، ومنهم من اعتاد وَمَردَ على نظام الوحدة والابتعاد فيُؤدي الدور الاعتيادي اليومي بلا عطاءٍ وبلا مُبادرةٍ فلم ينل الحظ البريكَ في استثمار هذا الخير في خدمة مُجتمعه، هُو مُصابٌ جسيمٌ ان تتوانى وتتلاشى وتفتر وتنطفئ بذور الخير عن وَقْعِ وواقعِ ما نُعانيه في مجتمعنا من مساوئ وفجواتٍ وانحلالٍ أخلاقيٍ وشتاتٍ فكري وضياع شبابنا ومجتمعنا عن بوصلة الحق فأصبح مجتمعاً يبيت على جريمة ويستيقظ على شجار وينام على همومٍ ويسخطُ من سوء الحال- اخي القارئ لا تنطفئ: فَثَمّةَ منْ يَهتدي بِضِيائَكَ...

نحنُ نعي ونُثمّن القدرات العظيمة والمَلَكات الهائلة التي يكتنزها مجتمعنا من مُعلمين ومُصلحين ومُوجهين وأدباء ومثقفين ممن حظو طريق العلم وَسَلْكِهْ، وممن أكرمهم الله بالرؤيا الحسنة والقلقِ والكَمَدِ لواقع وحال مجتمعنا - (هُنا نُناجي الضياء منكم...) مُعلمُ مدرسةٍ ان يذهب كل يوم الى مدرسته ليُؤدي الدور المحدد في وظيفته ومهامه شيءٌ عظيم، خطيب مسجدٍ أن يصعد الى منبر رسول الله يُؤدي رسالته أمرٌ جليل، مُثقفٌ وأديبٌ يعيش مع نفحات الشعر والنثر الجميل يتسامرُ مع كلمات العطفِ والنسقِ والبلاغةِ والقراءةِ أمرٌ طيب ، عاملٌ مع بزوغ كل فجر يذهب الى عمله تأميناً للُقمة العيش لبيته أمرٌ شريف عظيم، هذا المجتمع بأسره بأبنائه كُل واحدٍ منهم يؤدي الدور الأساسي الوظيفي في مهامه اليومية فبارك الله بكم وبجهودكم فهو حقٌ وواجب عليكم ولكم فضلٌ علينا، لكن أين الضياءُ المنشود المطلوب منكم؟؟!

أن تكوُن خَطيباً لمنبر رسول الله ليس معناه أن تُؤدي رسالة الخطبة ومضمونها فحسب إنما الضياءُ أن تجعل خطبتك من هموم ومآسي واوجاع ما يعيشه مجتمعنا إنّ الضياء أيها الخطيب ان تجعل لموضوع خطبتك استمراريةً تُوجِدُ بها حلاً وسُبُلاً للإصلاح والعمل وفق مضمون رسالتك ، الواجب أيها الخطيب أن تسعى مع قوى وأهل الخير من كافة شرائح المجتمع لنُصلح تلك الآفة وتُكوّن بذلك جسراً من جسور العمل مع القول، أيها المعلم الأديب المثقف نُثمّنُ عِلمكَ وثقافتك وتضحيتك في مسيرة العلم ونفتخر بك، لكنّ الضياء ليس شهادةً توُضع على جدران الطينِ انما نُريدها شهادة توضع في ميزان العدل والعمل في ميدان الحياة ومتطلبات همومها انطلاقاً من مبدأ الإنسانية ومبادئ ديننا الحنيف والعرف المحمود ، الضياءُ أن لا تُغلق على نفسك الباب وان تُؤدي الدور المحدد فحسب، فإن لبلدك ومجتمعك عليك حقٌ وواجبٌ بعلمك وتجربتك ورجاحة عقلك، مجتمعنا يحتاج إليك فالخير ابوابه كثيره وانت شطرُ وديباجة مفاتيحه نُريدك في ميدان هذا المجتمع خادماً لهُ مِعطاءً لأبنائه تحمل في طيّ قلبك هماً لابناء مجتمعك، أيها الوالد العامل الفاضل، لك كُل الاحترام على سعيك وتضحيتك لاعمار بيتك، لكن نريد اعماراً فكرياً أخلاقياً تربوياً، كن انت الضياء الذي تُعطيه لابنائك في التربية الحسنة الطيبة والمتابعة الدائمة في ظل انخراط ابنائك في مجتمع أفسده الغرب وأفسده تقصيرنا وابتعادنا عن منهج الحق والأخلاق، افتح قناة حوار مع ابنائك تنبه لضيق مشاكلهم وهمومهم لا تجعلهم جسداً بلا روح، الامر شيئا ما مُتعب لكن هي أمانة إن أحسنت حفظها ووديعتها أحسنوا ابنائك اليك فيما بعد بالصورة الحسنة المُشرقة الطيب،   ما دوري؟ أين علمي وقدرتي وطاقاتي؟ أين أنا من موقفٍ سيُحاسبني الله عز وجل والمجتمع عنه؟ لماذا لا يتحقق العلم والعمل والكفاءة والإنسانية والعطاء والمبادرة لان نرسم صورة طيبة لمجتمعنا، لماذا وبوسعنا ان نكون جسوراً للإصلاح بعيدين منغلقين مُعتادين على النظام اليومي دون روحٍ للعطاء والعمل؟ - هل عرفنا مضمون الضياء بعد أم لا...!

ضياءَ روحٍ وعملٍ ومُبادرةٍ وعطاءٍ لا ينفذ- ضياءَ وجدانٍ وشرفٍ وشموخ لا يعتق، أيها القارئ الكريم، هي رسالتين اثنتين أختتم بها مقالي الوجيز المتواضع أولها: أعترف بمقام نفسي المتواضعة من مقام الوعظ والنُصح فأهل الخير هم أفضل مني لمقام الوعظ والنصح انما أردت عن اتحدث عن وجع ما نشاهده ونقص ما نريده، عندما ترى مجتمعاً مقلوباً رأساً على عقب يعيش مآسي وأوجاع كبيرة من غزوٍ فكري وانخلاع للاعراف والأخلاق وابتعادٍ عن الدين وتفشّي وباء ومثلبة المجتمع بأخطار جسيمةٍ ووقعها شبابنا فالأحرى والأولى بهذه الفئة والكوكبة المتعلمة المثقفة المصلحة التي تكتنز القدرات المباركة وبذور الخير والعلم والكفاءة ان تسعى ناهضةً لترسم صورةً مُشرقةً ونكون للمجتمع سَداً وَحِصناً حصيناً وفق أداة العلم والعمل والمثابرة والنهوض بهذا المجتمع بكل ما يُطلب – الرسالة الثانية: أخي القارئ ضياء روحك وقلبك يُناديك لكي  يخرج من ظُلمة مكان وجوده فلا تحرمه من شرف الخروج والعمل ليُنير ويستنير الخير، كل فرد منا لمجتمعه وأُمّته حقٌ عليه بكل ما تفضل وانعم الله عليك باستطاعة ومقدرة فأقل الجهود دعوةٌ طيبة من ضياء قلبك لاخوانك عسى ان يفرج الله حالنا فوالله ما اتمناه ان ننعم بوجهٍ جديد مُشرقٍ طيب لمجتمعنا يرضاه ربنا تبارك وتعالى وتنعم البشرية به ان شاء الله، ختاماً أعتذر إن كان في كلامي مَساساً بأهل العلم فالله يشهد ان المقصد نبيلٌ وصادق انتهاجاً للمصداقية وقولاً لكلمة الحق وابتعاداً عن المجاملة كُتب عليّ أنّ الحق أحقُّ أن يُقال، فوالله نحترمكم ونُقدركم ولكم فضلٌ علينا وعلى مجتمعنا لكن تقبلوها صرخةً من إبنكم المقصر تجاه ما نعيشه ونُشاهده، والحمد لله رب العالمين.  

صهيب هاني ناجي نمر خطبا
26 محرم 1439 هجري
16.10.2017 ميلادي


الكلمات الدلالية : صهيب خطبا,


اضف تعقيب

التعليقات

واحد17 اكتوبر 2017

كل الاحترام اخ صهيب ومجتمعنا انا واثق بانه قادر على ان يغير المنكر بيده وبلسانه وبقلبه معا

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:36

الظهر

12:38

العصر

16:16

المغرب

19:13

العشاء

20:40