الخميس 12 اكتوبر 2017 22:10 م بتوقيت القدس
قررت لجنة حي شنلر في مدينة الناصرة اعتماد محاميا من مدينة حيفا لتقديم استئناف للمحكمة العليا بعد رفض لجنة التخطيط والبناء الاعتراض على مشروع بناء 600 وحدة سكن على ارض احراش قريبة من الحي الواقعة بين مدينة الناصرة وقرية يافة الناصرة .
وفي حديث مع محمد شحادة من لجنة حي شنلر في الناصرة قال :" مشروع بناء 600 وحدة سكن سيزيد الكثافة السكانية في الحي على نفس شبكة الصرف الصحي ونفس شبكة الشوارع وهذا يشكل ازمة خانقة في الحي . اعتراضنا هو عدم خنق المنطقة وعدم اقتلاع هذا الحرش وبناء وحدات سكن , فالحل هو توسيع مسطح المدينة وابقاء هذا المنطقة خضراء , نحن بحاجة لأن تكون لدينا حدائق عامة ومرافق عامة , يجب ان تبقى هذه الارض كما هي او بناء مرافق عامة بها لخدمة سكان المدينة ".
وأضاف محمد شحادة :" قدمنا اعتراضا للجنة اللوائية للتخطيط والبناء حول المشروع , كان هناك نقاش حول الاعتراض وتم رفض الاعتراض , الان سنقوم بتقديم استئناف للمحكمة , حيث بدأنا بمسار قضائي حول الموضوع وسنتابع الموضوع حتى النهاية. وقد قررنا في لجنة الحي ان نستمر بالمسار القضائي وتقديم الاستئناف , وبناء على ذلك سنقدم دعوى قضائية وسنجند عددا اكبر من المواطنين ضد المشروع الذي يسبب كارثة في الناصرة ونحن لا نريد ان نكون ضحية هذا المشروع".
اما عضو لجنة الحي عماد شلش فقال:" بعد رفض الاعتراض كان يجب على البلدية تقديم استئناف للمحكمة وهذا الاستئناف يجب ان يكون من البلدية او من مجلس يافة الناصرة الذي قدمت الاستئناف , فالامر غير المفهوم هو انه كيف يمكن لرئيس البلدية الاعتراض على المشروع في البداية ولم يقدم الاستئناف للمحكمة , هذا الامر غير جيد للبلد , البناء في هذه الارض يعادل 3 قرى صغيرة في قضاء الناصرة على نفس الشبكة , بالاضافة لحي الجليل الذي تم بناؤه على نفس الشبكة , فهذه المشاريع تزيد على شبكات الناصرة ما يقارب ال10 قرى وهذا غير منطقي , واذا استمرت البلدية بهذا النهج ستدمر المدينة ".
ووجه شلش كلمة للبلدية واعضاء الكنيست :" على الجميع التكاثف من اجل مصلحة البلد وانقاذها من هذا المشروع , كل المشاريع التي تبنى ليست بصالح المدينة , وتسبب ازمة سكانية خانقة".
وكانت لجنة حي شنلر قد أصدرت بيانا جاء فيه :" نحن الموقعون أدناه، سكان مدينة الناصرة من أصحاب حق الإقتراع،نقف يداً واحدة ضد خنق المدينة وسلبها آخر المناطق الخضراء،نرفض تحويل مدينتنا من صرح تعليمي الى "غيتو"،نرفض خنق آخر منافذ المدينة،
نطالب الدولة بحقنا بتوسيع مسطح مدينتنا بما يتلائم مع احتياجاتنا،نرفض إقامة وحدات سكنية جديدة قد تصل الى ألف وحدة في الحرش الوحيد بمدينة الناصرة والمحاذي لحي شنلر وعلى نفس البنية التحتية. أي اكتظاظ اكثر بالمدينة يعني عنف أكثر، يعني أزمة سير أكبر، يعني هروب أهل الناصرة من مدينتهم بسبب انعدام التخطيط الصحي وانعدام المرافق والضغوطات الإجتماعية.
وبالتالي فإننا نطالب إدارة بلدية الناصرة بقيادة السيد علي سلام أن تقف معنا علناً ضد هذا المشروع بتقديم الاستئناف على قرار اللجنة اللوائية رفض الاعتراض، ونحن بدورنا ندعم البلدية بشكل مطلق في نضالها من أجل توسيع مسطح المدينة وتحصيل أراض إضافية من السلطات وضمها للناصرة والبناء عليها وتطوير المدينة."
وكان سكان حي شنلر والبلدية قد قاموا بالاعتراض على هذا المشروع سابقاً، الا ان اللجنة اللوائية كانت قد رفضت اعتراضهم وبهذا لم يتبق امامهم سوى الاستمرار بالمسار القانوني والاستئناف على قرار رفض الاعتراض، الا أن سكان حي شنلر ولجنة الحي فوجئوا بعدم تقديم البلدية للاستئناف وعدم المضي في المسار القانوني لوقف المشروع لما يحمله من مخاطر على المدينة وذلك بناء على مشاورات عديدة أيضاً مع مهندسين مختصين الذين أكدوا أهمية وقفه فورا.
وبهذا، تعود لجنة الحي في شنلر وتؤكد على مسؤولية البلدية في عدم المساهمة بخنق المدينة أكثر، بل بالعمل الجدي والحقيقي من أجل إيجاد حلول جذرية لضائقة السكن وتؤكد التزامها الكامل والتزام السكان بدعم البلدية في مسار المطالبة بتوسيع مسطح المدينة، وتعتبر اللجنة ان استمرار الاستهتار بالجمهور ومطالبهم والتوجهات العديدة والمستمرة ما هو الا استهتار بالمدينة ومستقبلها، كما وتؤكد اللجنة على المخاطر المستقبلية المتعلقة بهذا المشروع وعلى رأسها: تفاقم أزمة السير، القضاء على المناطق الخضراء، تردي جودة الحياة والاستمرار بالبناء دون الاستثمار بالإنسان واحتياجاته ودون الاكتراث للبنى التحتية القائمة وانعدام الحدائق العامة والاستمرار بهجرة السكان من المدينة الى بلدات تبدو فيها الحياة أكثر جودة.
وتؤكد لجنة الحي في شنلر على انها مستمرة في مساعيها الجماهيرية وتوعية السكان لمخاطر المشروع، وانها ماضية في الاستئناف ضد قرار اللجنة اللوائية رغم ان هذا يقع على عاتق البلدية.
اما رئيس بلدية الناصرة علي سلام فعقب قائلا على الموضوع:" موقف البلدية حول هذا المشروع واضح , قدمنا اعتراضا وصوتنا ضد المشروع , وما يحدث هو مناكفات سياسية لن اسمح بها , نحن ضد الموضوع وسنستمر بالعمل من اجل المدينة , انطلقنا بمشاريع ضخمة والناصرة اليوم من افضل المدن في البلاد وتشهد مشاريع ضخمة".