كشف الرئيس الأسبق لجهاز الموساد الإسرائيلي للعمليات الخارجية تسافي زمير عن معلومات مثيرة بشأن عمل جهازه، خصوصا فيما يتعلق بتجنيد "الجاسوس المصري" أشرف مروان لصالح "إسرائيل".

وكشف زمير (92 عاما) في حوار مع موقع "إن آر جي"، عن التقائه بمروان عدة مرات في أوروبا، قائلا "حيث كانت فرحتنا بنجاحنا في تجنيد عميل كهذا لا توصف".

وأضاف زمير أن خطورة مروان لم تكن في المعلومات العسكرية المطلوبة، فهو ليس رجلا عسكريا، بل في قربه من الرئيس المصري أنور السادات، وقدرته على توفير المعلومات الخاصة بالتقديرات الاستراتيجية المصرية، من خلال حصوله على اجتماعات المجالس الوزارية والأمنية العليا، وهو من نبه الموساد لتوقيت اندلاع حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 من خلال اطلاعه على خطة الحرب التي بدأها الجيشان في مصر وسوريا، على جبهتي الجولان والسويس.

واعترف زمير بمسؤولية الموساد عن اغتيال أفراد "خلية أيلول الأسود" التابعة لحركة فتح التي نفذت عملية ميونيخ لقتل الرياضيين الإسرائيليين خلال دورة الألعاب الأولمبية، حيث لوحق مقاتلو فتح المشاركون بالعملية واحدا تلو الآخر في أنحاء مختلفة من أوروبا، بتوجيهات من رئيسة الحكومة حينها غولدا مائير.

واعترف زمير بالفشل الذي وقع فيه الموساد أثناء عملية اغتيال القائد الفتحاوي أبو علي حسن سلامة في أوسلو بالنرويج، حيث اغتيل نادل مغربي في أحد المطاعم بدلا منه، بعد الخطأ في تشخيص الهدف، وزاد على ذلك الإخفاق في الهروب من مكان الاغتيال، حتى ألقت السلطات النرويجية القبض على أفراد الموساد وحاكمتهم.

كما كشف عن اغتيال ثلاثة من كبار قادة فتح في العاصمة اللبنانية بيروت في أبريل/نيسان 1973، وهم كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، بمشاركة عدة وحدات أمنية وعسكرية إسرائيلية، لكنه يقر بأن الموساد لم ينجح في الوصول للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ولا مرة، فقد كان محميا جيدا.

وعن السعي لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قال زمير إن الحزب كحركة حماس تنظيمات دينية، مهما فقدوا من زعامات وقيادات فإنها تواصل الطريق، السؤال هو كيف يتم القضاء على الأفكار والمعتقدات؟

وأضاف أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليس سيئا إلى هذا الحد، هناك من هو أكثر سوءا منه في الساحة الفلسطينية، ولذلك يمكن أن يكون شريكا لإسرائيل، شريطة أن يقبل الاستجابة للضغوط الأميركية، لأن إسرائيل والفلسطينيين أمامهم تحديات مشتركة وتهديدات ثنائية أهمها تنظيم الدولة الإسلامية، ولذلك ينبغي التعاون لمواجهة هذا التهديد المشترك.

وقال إنه يجب على إسرائيل مساعدة الفلسطينيين لإقامة دولتهم والبحث عن حلول لمشاكلهم، والتعاون معهم لمستقبل أفضل للجانبين، لأن إغلاق إسرائيل الطريق أمام إقامة دولتهم الفلسطينية، يزيد الوضع سوءا، ويترك تبعاته على الإسرائيليين أيضا.