السبت 30 سبتمبر 2017 15:52 م بتوقيت القدس
يدعو الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة إلى إنجاح المسيرة القطرية في سخنين يوم الأحد 1.10.2017 إحياءً للذكرى الـ17 ليوم القدس والأقصى وأحداث أكتوبر الأسود عام 2000، وكافة الفعاليات في مختلف القرى والمدن.
فرغم مضي 17 عامًا على الأحداث إلا أنّ المسؤولين السياسيين والميدانيين عن قتل 13 متظاهرًا لم يُحاسبوا بعد، وما لبثت يد الشرطة وقوى "الأمن" سهلة على الزناد حين يكون المواطن عربيًا. والأنكى أنّ سياسة استعداء الجماهير العربية ونزع شرعيتها تتعاظم يومًا بعد يوم، وخصوصًا في ظل حكومة العنصريين والمستوطنين التي لا تفوّت فرصة للتحريض وبث خطاب الكراهية والعنصرية، وتصعّد سياسة هدم البيوت ومصادرة الأراضي وسنّ القوانين العنصرية والمعادية للديمقراطية، لا سيّما "قانون القومية".
إنّ الأقلية القومية العربية في إسرائيل هي جزء من الشعب العربي الفلسطيني، وهي في نفس الوقت جزء من المواطنين في إسرائيل، ولها الحق في المساواة القومية والمدنية، وهذا الحق مشتق من انتمائها الأصيل لهذا الوطن، وليس كمنّة من الحركة الصهيونية أو من دولة إسرائيل. إنّ هذه الجماهير متمسكة بحقوقها وبانتمائها، وترفض سياسة "العصا والجزرة" والتدجين وتضريج المجتمع بالعنف واستدراجه إلى مشاريع الخدمة العسكرية والمدنية والفتنة الطائفية.
وتدرك الجماهير العربية أنّ الشرط الأساسي لإنهاء واقع التمييز والعنصرية هو إنهاء الاحتلال، وممارسة الشعب الفلسطيني لحقه في تقرير مصيره، أُسوةً بشعوب الأرض، وقيام دولة فلسطين المستقلة على حدود 4 حزيران 1967، عاصمتها القدس الشرقية، والحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين بموجب المقرّرات الدولية لا سيما القرار 194.
كما تدرك الجماهير العربية أهمية وخاصية موقعها في الدفع نحو إنهاء الاحتلال وإحقاق السلام العادل، ولكونها قوة ديمقراطية قادرة، بالشراكة الكفاحية مع القوى التقدمية في المجتمع الإسرائيلي، على تغيير المعادلة السياسية في إسرائيل. ومن هنا يكرّر الحزب الشيوعي والجبهة نداءهما إلى أوسع وحدة صف تجمع كل القوى اليهودية والعربية الساعية للسلام والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، في مواجهة قوى الاحتلال والاستيطان والعنصرية والفاشية والنيولبرالية المتوحشة.
ويحذر الحزب الشيوعي والجبهة من محاولات السلطة الحاكمة وأدواتها لضرب وحدة الجماهير العربية، وضرب الهيئات الوحدوية التمثيلية التي تعبّر عن هذه الوحدة في مواجهة السلطة، لا سيما القائمة المشتركة ولجنة المتابعة العليا. كما نحذر من تساوق بعض القوى في الشارع العربي مع مخططات السلطة، من حيث يعلمون أو لا يعلمون، من خلال تغليب الانتماءات الفئوية على الانتماء الوطني والسياسي، أو حرف الجماهير العربية عن مسار النضال المدني والديمقراطي واستدراجها إلى مغامرات تصبّ في خدمة السلطة ومخططاتها، أو تسخيرها لخدمة مشاريع وأجندات مشبوهة لأنظمة رجعية في المنطقة.
فمنذ سبعة عقود ولسان حالنا يردّد "بأسناني // سأحمي كلّ شبرٍ من ثرى وطني // بأسناني // ولن أرضى بديلاً عنه// لو عُلّقت// من شريان شرياني"، ويردّد أن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة". وجماهيرنا العربية متمسكّة بوطنها وبحقوقها وبالحياة وبثقافة الحياة. وهي إذ تحيي ذكرى شهداءها اليوم تحييها مؤكدةً أنهم استشهدوا لنحيا بكرامة وعزة في وطننا الذي لا وطن لنا سواه.