الاثنين 18 سبتمبر 2017 08:00 م بتوقيت القدس
في مقابلات مع مراسل صحيفة لوموند وبعيدا عن أي من البالغين، يقصّ أيتام الروهينغا بعفوية وصدق ما تعرضت له عائلاتهم من فظائع يندى لها الجبين، اختلفت فيها تفاصيل القصة وتشابهت فيها النتائج.
يقول ريمي أوردان إن عدد أطفال الروهينغا اللاجئين بلغ حوالي 200 ألف، منهم ما لا يقل عن ألف يتيم فقدوا آباءهم خلال هجمات الجيش الميانماري.
وينقل المراسل قصص بعض هؤلاء الأطفال الذين قابلهم على انفراد كي لا يؤثر البالغون على رواياتهم، وذلك في مخيم كوتوبالونغ في بنغلاديش.
فهذا حنون البالغ من العمر سبع سنوات يتذكر آخر مرة رأى فيها والديه، وذلك عندما أمراه بعبور النهر مع خاله ولم يلحقا بهما ليعرف بعد ذلك أنهما ماتا غرقا.
وهذا عرفان ذو الأربعة عشر ربيعا الذي فرّ مع جده بعد تعرض قريتهم للقصف، لم يسمع شيئا عن والديه منذ ذلك الحين ولا يدري إن كانا أحياء أم أمواتا.
أما أبو أنصار الذي لا يتجاوز عمره تسع سنوات، فقد شهد ذبح الجيش لأبويه أمام عينيه بالسكاكين قبل أن يفر مع أخته إلى بنغلاديش.
ولم يكن حظ أستوبا (12 عاما) أفضل من سابقيه فقد ذبح الجيش أباه، وعندما احتجت أمه أجهز عليها الجنود برصاصة قبل أن يذبحوا أخويه وأختيه.
ويستطرد المراسل في ذكر قصص المزيد من هؤلاء الأطفال الذين تطلق عليهم منظمة اليونيسيف اسم "المفصولين"، إذ إن بعضهم لا يعرف إن كان والداه قد ماتا أو ما زالا على قيد الحياة.
الحقيقة البشعة
ويعلق أوردان على تلك القصص بقوله إن ما يقصه هؤلاء الأطفال ليس سوى الحقيقة البشعة القاسية، مشيرا إلى أنهم جميعا يقولون إنهم لم يفهموا سبب المجازر التي تعرض لها ذووهم.
وللابتعاد عن هذا الكابوس، يسأل المراسل الأطفال عن أحلامهم ومشاريعهم المستقبلية، فيلاحظ أن نظرات أغلبهم بدت وكأنها تنمّ عن فقدان للأمل وكأنهم يقولون إن "المستقبل فكرة نسبية"، أما البعض الآخر فابتسم كأنما يريد التعبير عن الارتياح لتغيير الموضوع.