الجمعة 15 سبتمبر 2017 18:39 م بتوقيت القدس
قال المحلل السياسي الإسرائيلي جاكي خوجي، إن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية هو “ذخر وطني” لإسرائيل، ووقفه قد يؤشر إلى بداية التدهور، لافتا إلى أن التغير الذي قد يطرأ على صحة محمود عباس؛ ينذر بمشاكل كبيرة لإسرائيل.
وفي مقال نشرته صحيفة معاريف العبرية، ذكّر خوجي بما أعلنه رئيس السلطة محمود عباس أبو مازن قبل نحو شهرين في ذروة أزمة الحرم، عندما جمّد التنسيق الأمني مع إسرائيل.
ووصف الكاتب “التنسيق الأمني” بأنه الاسم السري للتعاون على أعلى المستويات بين أجهزة أمن السلطة والجيش والمخابرات الإسرائيلية، في ملاحقة نشطاء حماس، والجهاد الإسلامي والأفراد الذين يسعون إلى تنفيذ عمليات طعن.
وحول آليات التنسيق التي تجري تابع خوجي: “في الغالب كانت إسرائيل هي التي توفر المعلومات الاستخبارية عن خلايا تخطط لعمليات، فينطلق الفلسطينيون لاعتقالها، وهكذا كانت إسرائيل تعفي نفسها من الخطر الذي قد ينجم عن تنفيذ الاعتقال، ووجع الرأس الذي ينطوي عليه والمس بصورتها”.
وفرّق الكاتب بين عهد الرئيس ياسر عرفات وخلفه أبو مازن، وأشار إلى أن معظم أيام عرفات كرئيس للسلطة كانت عديمة التنسيق، وكثيرة “سفك الدماء”، بخلاف أبو مازن الذي كان يقدس التنسيق. وتابع: “عندما سيكتب التاريخ الاستخباري للاتصالات بين الطرفين، سيكرس لأبي مازن فصلا بحد ذاته، لأنه كان الشريك الفلسطيني الأكبر لإسرائيل في كفاحها ضد الإرهاب”.
وتحدث الكاتب عن رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج باعتباره الأقرب لأبي مازن واتخاذه خطوات للتعويض عن تجميد التنسيق الأمني، حيث أمر رجاله في الشهرين الماضيين بتصعيد نشاطهم الأمني لإحباط العمليات المنطلقة من الضفة.
ويرى خوجي في تجميد التنسيق الأمني خطرا كبيرا، من شأنه أن يؤشر إلى بداية التدهور، ولهذا فإن محافل إسرائيلية رفيعة المستوى تسعى بصمت لثني أبي مازن وإجباره على التراجع عن قراره، لكنها تصطدم بمشكلة جديدة تتعلق بشخص أبو مازن، ففي الأشهر الأخيرة تتكاثر المؤشرات على تغيير في الأداء اليومي له، إذ تفيد تقارير من داخل المقاطعة بأن عباس يكثر من التصرف بعصبية في المداولات الداخلية، ويسكت المحيطين به ويتعامل معهم بزجر.
وأضاف: “موجات العصبية هذه لا تشعر بها إسرائيل فقط؛ بل وحماس في غزة أيضا، التي ألقى عليها أبو مازن ضربات أليمة في الأشهر الأخيرة، وحتى رجال فريق السلام الأمريكي عانوا من زجره”.
وأردف خوجي: “من يعرف محمود عباس يتأكد أنه لم يكن كذلك، وبالتالي فإن المعلومات عن سلوكه تبعث على التخوف من أن العمر بدأ يفعل فعله، فهو ابن 82 عاما، يدخن بشدة، ومؤخرا ساءت حالته الصحية، ويرافقه طبيب في معظم ساعات اليوم”.
وختم خوجي بأن السنة القريبة القادمة، ستشهد تدهورا أكبر في صحته، وسيجد صعوبة في الحكم، وعليه، فإن إسرائيل سترث حاكما فلسطينيا جديدا وعديم الثقة، ومعه أيضا علاقات استخبارية جزئية، قد تحدث لإسرائيل مزيدا من المشاكل.