الجمعة 25 اغسطس 2017 22:04 م بتوقيت القدس
شارك المئات من أبناء الداخل الفلسطيني من مختلف البلدات العربية والأحزاب والحركات السياسية، في المهرجان الشعبي الذي دعت إليه لجنة المتابعة العليا ولجنة الحريات واللجنة الشعبية في عرعرة- عارة، وأكد السيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة في كلمته أن لائحة الاتهام الموجهة ضد الشيخ رائد صلاح لا مكان لها إلا سلة القمامة، في حين اعتبر الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات، أن القرآن الكريم الذي يحاكم الشيخ رائد صلاح على آياته، هو أكبر من المؤسسة الإسرائيلية وأنه لا مساومة ولا تنازل عن الثوابت والعقيدة ونصرة المسجد الأقصى المبارك.
تولى عرافة المهرجان، الأستاذ ابراهيم حجازي، مركز اللجان الشعبية بالداخل الفلسطيني من قبل لجنة المتابعة، ورحّب بالحضور الحاشد، مؤكدا أن شعبنا موحد في مواجهة الاعتقالات الإدارية والملاحقات السياسية وحيا المعتقلين الإداريين من عرعرة ومعاوية والناصرة كما حيا الشيخ رائد صلاح في سجنه.
وكانت الكلمة الأولى للمجلس المحلي في عرعرة وعارة، وألقاها نيابة عن رئيس المجلس، السيد أمير مرعي، وهو خال المعتقل الإداري أحمد مرعي، ورحّب بالحضور باسم المحامي مضر يونس الذي تعذر حضوره بسبب تواجده خارج البلاد، ثم أكد على ضرورة الوقوف صفا واحدا في وجه الاعتقالات الادارية والملاحقات السياسية في الداخل الفلسطيني، مستنكرا الاستهتار الاسرائيلي بحقوق الانسان والقوانين الدولية التي ترفض الاعتقالات الإدارية لعدم انصافها للمعتقلين وحرمانهم من المحاكمة العادلة.
ثم ألقى السيد قصي زامل، كلمة اللجنة الشعبية في عرعرة عارة، وحيا المعتقلين الإداريين وشيخ الأقصى، الشيخ رائد صلاح، وندد بسياسات المؤسسة الإسرائيلية تجاه شعبنا والتصعيد من خلال الملاحقات السياسية والاعتقالات الادارية، ودعا إلى المزيد من التصدي لهذه السياسات محذرا من التغافل عن الإصرار على حقوق الداخل الفلسطيني والعمل على اسقاط ملف الاعتقالات الإدارية إلى الأبد، وأكد أن اللجنة الشعبية في عرعرة عارة تساند المعتقلين الإداريين وعائلاتهم وهي جاهزة للعمل دائما من أجل نصرتهم والضغط في اتجاه اطلاق سراحهم.
السيد خالد محاميد، والد المعتقل الإداري معتصم محاميد، شكر الحضور والفعاليات التي عملت على انجاح المهرجان، وشدّد على ان اعتقال ابنه لن يزيده إلا تمسكا بالثوابت الوطنية ولا مكان للترهيب الاسرائيلي، وقال: “لن نرضخ لهم فنحن لسنا غرباء نحن أهل الأرض لم نأت من رومانيا ولا اثيوبيا”.
وفي كلمته، استعرض الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني، التصعيد الإسرائيلي الأخير والذي بدأ تحديدا بعد حظر الحركة الإسلامية في 17/11/2015، حيث بدأت الحملة باعتقال محمد ابراهيم من كابول ووضعه في الاعتقال الإداري، ثم كانت الحملة التي طالت العشرات بتهمة “الرباط” في الأقصى وبعد الافراج عن معظمهم بقي في الاعتقال الدكتور حكمت نعامنه من عرابة، وحوكم 23 شهرا، والحاج عبد الكريم كريّم وحوكم بالسجن 8 أشهر، والحاج يحيى السوطي من الناصرة ولا زال في الحبس المنزلي في شفاعمرو، والحاج اسماعيل لهواني من عرابة، ثم وفي منتصف شهر 4 من العام الجاري، شنت المؤسسة الإسرائيلية حملة أخرى طالت كلا من: الدكتور سليمان اغبارية والذي لا زال رهن الاعتقال، والأخ محمود جبارين في الحبس المنزلي، والأخ محمد محاجنة في الحبس المنزلي، والاخ فواز اغبارية في الحبس المنزلي في قرية المشهد، والاخ مصطفى اغبارية في الحبس المنزلي في مقيبلة، وصولا إلى المرحلة الحالية التي طالت فيها الاعتقالات الإدارية كلا من: معتصم محاميد من معاوية، وأحمد مرعي من عرعرة، وأدهم ضعيف من عرعرة، وأحمد قاسم أبو أحمد من الناصرة، وعلاء طويل من أم الفحم، وتحدث الشيخ كمال خطيب، عن قرار فصل 12 مديرا ومدريا معظمهم من منطقة القدس، بسبب موقفهم المغاير من الاحتلال، وأضاف: “ما الذي يريدونه منّا أن نهتف للاحتلال، بل سنلعنه لأنه احتلال ظالم ماضيا وحاضرا ومستقبلا”
ثم تحدث الشيخ كمال خطيب عن اعتقال الشيخ رائد صلاح، وقال: “تهمته أنه يتماثل مع حركة إرهابية محظورة ويتماثل مع تنظيم ارهابي اسمه “المرابطون” ولا أدري منذ متى كان هناك تنظيم اسمه “الرابطون” بالرباط حالة تعبدية يؤديها المسلم في المسجد وخاصة المسجد الأقصى المبارك، ألم يقل ربنا “اصبروا وصابروا ورابطوا”، ماذا يريدون منّا فرضتم على الأردن والسعودية ان تحذف كل آيات الجهاد من مناهج التعليم التي تتحدث عن بني اسرائيل، فإن استطعتم أن تلزموا جماعتكم في الأردن والسعودية بحذف الآيات فنحن هنا سنظل نتلو آيات القرآن الكريم من الفاتحة الى الناس،
وأضاف الشيخ كمال خطيب: “لا يمكن ان نساوم على قضايا من صلب عقيدتنا، ويبدو أن المرحلة القادمة بدون ضوابط وليس لها حد حيث يتنافس وزراء هذه الحكومة فيمن يكون اكثر تطرفا، وهذا يتطلب وعي جماهيري كبير وجاهزية للتجاوب مع هذه المرحلة من خلال جاهزية تتلاءم مع المرحلة التي نحن مقبلون عليها”.
وقال الشيخ كمال:” لن انسى مع اختلاف ظروف اعتقاله، الأخ فراس عمري، عضو لجنة الحريات، وقد كان النحلة التي تتحرك في كل زاوية من أجل نصرة الأسرى”.
ودعا خطيب إلى المشاركة في مهرجان احياء الذكرى الـ 60 لمجزرة صندلة، وذلك بتاريخ 23/9/2017، وأضاف: “لنجعل هذا المهرجان مميزا تحيي فيه الذكرى ونقول للظالم إننا لن ننسى شهداءنا ولن نترك اسرانا وسنمضي على أرضنا احياء أو اموات”.
ثم تحدث السيد محمد بركة، وحيا المعتقلين الإداريين وعائلاتهم وحيا عائلة الشيخ رائد صلاح، وأكد خلال كلمته أن لائحة الاتهام الموجهة ضده لا مكان لها إلا سلة القمامة، وشدّد على أهمية “التصدي الشعبي والجامع لهذه الاعتقالات الادارية، حيث السلطة الحاكمة في هذا التحول الخطير لم تعد تكلف نفسها عنا تلفيق التهم لشبابنا، يأخذون الشباب من بيوتهم بأدوات ووسائل ارهابية، كما ان المحامي يتعامل مع ملف المعتقل الإداري بعيون القاضي، وهو قاضي المؤسسة الإسرائيلية، والكارثة انه حين يتعاطى مع ملف الاعتقال الإداري فإنه يقر عمليا أنه لا مكان للقضاء ويعطي مشروعية لهذا النوع من الاعتقالات”.
وحول اعتقال الشيخ رائد صلاح، قال بركة: “لا نقبل ان يحاكم اي واحد من قيادتنا على حقه في ان يقول رأيه وان يتمسك بعقيدته وان يدافع عن مقدساته وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك، لا يمكن ان يدخل هذا الكلام في سياق التداول مع هذه المؤسسة”.
ونوّه إلى أن “مجتمعنا موحد في هذا الموضوع حتى النهاية وهناك بعض اصوات النشاز في شعبنا، التي ربما لا تتفق مع الشيخ رائد، وأنا أقول ليس مطلوبا ان تتفق او لا تتفق مع الشيخ رائد، المطلوب هو موقف شرف وكرامة وعز في ان ترفض الاعتقال وترفض هذه الملاحقة، من يتهاون ويسلم ويتفهم هذه الاجراءات لا يمكن ان يكون مصاب إلا بداء النذالة، لا يجوز أن نلعب في الملعب الإسرائيلي والسلطة الحاكمة، وتناقضنا الرئيس هو مع السلطة الحاكمة والحركة الصهيونية”
وتحدث عن ظاهرة العنف التي تعصف في الداخل الفلسطيني مؤكدا أن اي استخدام للسلاح في الفتنة والعنف هو سلاح عمالة وخيانة”.
وتطرق إلى تركيز المؤسسة الإسرائيلية على ساحتين للتصعيد ضد الداخل، وهما النقب ووادي عارة محذرا من أن “شيطنة” وادي عارة تنسجم مع مخططات ليبرمان ونتنياهو للتبادل السكاني، وقال: “من يجب أن يخرج من فضاء وطننا هو العنصرية الإسرائيلية والليبرمانية والليبرمانيين ونتنياهو والنتنياهويين، وادي عارة هي جزء من الساحل الفلسطيني، نحن اصحاب البلاد وأهلها لحمنا من ترابها ونفسنا من هوائها وماؤنا من ينابيعها، والمستوطنون الغاصبون هم من لا مكان لهم في فلسطين”.