فرضت الأذرع الأمنية حالة من الرعب والإرهاب في قرية زلفة ليلة البارحة، من أجل اقتياد الشيخ محمد أمارة، إمام مسجد “الفاروق” إلى التحقيق لمدة ساعة ونصف في وحدة التحقيقات “لاهف 433” بمدينة اللد، ثم أخلت سبيله إلى الشارع فجرا، ليصل سيرا على قدميه إلى المسجد العمري وهناك تمكن بمعية روّاد المسجد من العودة إلى منزله.
وارتبط التحقيق مع أمارة بملف اعتقال الشيخ رائد صلاح، الذي تنظر المحكمة اليوم في أمره بعد تمديد اعتقاله الثلاثاء، وسئل الشيخ محمد أمارة عن صلة القرابة مع الشيخ رائد (الشيخ رائد خال زوجته) وموقفه من عملية الأقصى بتاريخ 14/7/2017 كما سأله المحققون إن كان شارك في جنازة الشبان من أم الفحم الذين ارتقوا بعد عملية الأقصى وتنسب لهم المؤسسة الإسرائيلية تنفيذها.
وفي تفاصيل حملة الأذرع الأمنية الإسرائيلية، لاعتقال واقتياد أمارة للتحقيق، علم موقع “موطني 48” أن قوات كبيرة مدجّجة قوامها أكثر من 40 من عناصر الشرطة والمخابرات والوحدات الخاصة، دهمت حي “الواد” في زلفة حيث منزل أمارة، بعد منتصف ليلة أمس الأربعاء، وقاموا بتفتيش المنزل وطلبوا من الشيخ محمد أمارة مرافقتهم إلى مركز الشرطة في اللد، في حين أحاطت بالمنزل قوات كبيرة شاهرة لأسلحتها في حالة تأهب، ما فرّض جوا من الرعب بما يشبه القيام باحتلال منطقة والسيطرة عليها.
وفي التفاصيل أيضا، تم التحقيق مع الشيخ محمد أمارة لمدة ساعة ونصف في اللد، ثم أخلي سبيله إلى الشارع بعد أن رفض المحققون الذين اقتادوه من منزله في المثلث الشمالي، إعادته لمنزله، وسار أمارة على قدميه حتى وصل إلى المسجد العمري في اللد قبل صلاة الفجر بنحو ساعة والتقى هناك المحامي خالد زبارقة، الذي تلقى اتصالا من عائلة الشيخ محمد، وكان في طريقه إلى المركز بعد أداء صلاة الفجر، إلا انه تفاجأ بوجود أمارة في المسجد بانتظار الصلاة، واخبره ما وقع معه.
وفي حديث لـ “موطني 48” مع المحامي خالد زبارقة قال، “كنت في طريقي إلى المركز للاطلاع على ماهية الاعتقال بعد أن اتصلت بي عائلة أمارة، وذهبت أولا لأداء صلاة الفجر وفوجئت هناك أن الشيخ محمد أمارة في المسجد وقد أخلي سبيله بعد ساعة ونصف من التحقيق”.
واستهجن زبارقة هذا الأسلوب التهديدي الذي تتبعه السلطات الأمنية الإسرائيلية، ولفت إلى أنه كان يمكن استدعاء الشيخ محمد أمارة للتحقيق بطريقة رسمية دون إثارة البلبلة والاجواء البوليسية في بلدة الشيخ محمد.
وأضاف: “هذا أسلوب همجي لا يمت إلى القانون وحفظ النظام بأية صلة، وإنما هي حركات زعرنة تقوم بها اليوم سلطات التحقيق الإسرائيلية ضد العرب، وهذا بات واضحا للجميع، وعلى ما يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تريد ان تفرض شكلا من أشكال الحكم العسكري على أهلنا في الداخل الفلسطيني، ولذلك نرى ان عمليات التحقيق يتم قبلها عمليات دهم واقتحام للبيوت بشرطة وقوات مدججة بالسلام من اجل نشر الرعب والذعر والتهديد للمعتقل وأهل بيته ومن ثم يتم اقتياده مكبلا لمراكز التحقيق لأخذ إفادة كانوا يستطيعون اخذها بدعوة رسمية وكان سيلبي الدعوة”.
يشار إلى أن الشيخ محمد أمارة، إمام مسجد “الفاروق” في زلفة خضع عدة مرات في السابق للتحقيق لدى الشرطة والمخابرات الإسرائيلية، والتي تدور حول عمله كإمام والموضوعات التي يتناولها في خطبه والاشتباه بطرحه قضايا فيها تحريض على المؤسسة الإسرائيلية.