الثلاثاء 15 اغسطس 2017 20:26 م بتوقيت القدس
بعد أقل من اسبوعين على زيارته للملكة العربية السعودية بدعوة رسمية من الرياض، يتلقى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعوة أخرى من الإمارات ويلتقي بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
بناء جسور وعمل مخلص مع العراق تريده الامارات – كما أعلنت – وذلك عبر الصدر، وهو الرجل الذي أسس كتائب لواء اليوم الموعود المدرجة على قائمة الارهاب الإماراتية عام 2014.
قالت وكالة الأنباء الإماراتية إن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وزعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر ناقشا الأحد عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
ووصل الصدر إلى أبو ظبي الأحد، في إطار زيارة رسمية تلبية لدعوة وجهتها له الحكومة الإماراتية، حيث أرسلت طائرة خاصة لنقله ذهابا وإيابا.
المحلل السياسي العراقي وليد الزبيدي، أوضح أن هناك ضغوطا أميركية على دول المنطقة لتصفية الأزمات والخلافات السياسية فيما بينها ضمن خطة تسعى لأن تشارك جميع القوى الإقليمية في حرب مجتمعية ضد أسباب قيام تنظيم الدولة.
وأوضح الزبيدي، أن القول أن التقارب بين الإمارات والسعودية ومقتدى الصدر يأتي ضمن خطة خليجية لنقل العراق من الحضانة الإيرانية إلى الحاضنة العربية سذاجة لسياسية لأن العراق أصبح الآن واقعا بالمطلق تحت السيطرة الإيرانية، مبيناً أن جميع التحركات العربية تجاه بغداد من الاحتلال الأميركي تخبطيه ليست ذات رؤى استراتيجية.
وبين أن تلك التحركات لا تصب في مصلحة العراق أو المنطقة بأسرها وهو أقرب إلى النزوات السياسية والفهم الخاطئ للتركيبة العراقية والأحزاب والكتل السياسية، متابعاً "إذا كانت الدول العربية جادة في إعادة العراق إلى نفسه وإلى الحضن العربي يجب عليها أن تساعد العراقيين في إسقاط جميع السياسيين المشاركين في العملية السياسية الحالية".
واستقبل ولي العهد السعودي قبل أكثر من أسبوعين في جدة زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر حيث بحثا العلاقات السعودية العراقية وعددا من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط إن زيارة الصدر جاءت تلبية لدعوة رسمية من الرياض، حيث نقلت عن مكتب الصدر "استبشرنا خيرا، عندما وجدنا انفراجا إيجابيا في العلاقات السعودية العراقية، ونأمل أنها بداية انكفاء وتقهقر الحدة الطائفية في المنطقة العربية الإسلامية".
أما المحلل السياسي الكويتي عايض العتيبي، فبين أن ما يحدث في المنطقة هو اتباع لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي تسعى لإضعاف الدوري الإيراني في الساحة الإقليمية، موضحاً أن واشنطن أوعزت لدول الخليج بالتحرك لإبعاد العراق ولو شكليا عن إيران.
وأضاف العتيبي أن الدول الخليجية تسعى لتفكيك الحشد الشعبي الذي يشكل خطرا على السعودية والكويت، مشيراً إلى أن إبعاد العراق عن إيران أمر صعب جدا خصوصا بعد مرور كل هذه السنوات.
وبين أنه يمكن لدول الخليج أن تستقطب قيادة شيعية معتدلة وغير طائفية وتعمل على تجهيزها للانتخابات البرلمانية القادمة كخطوة أولى لتقليل النفوذ الإيران.
وقال وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي إن السعودية طلبت من العراق التدخل للتوسط بين الرياض وطهران، مؤكدا أن إيران تلقت هذا الطلب بشكل إيجابي وأن السعودية وعدت بالتجاوب مع الشروط الإيرانية.
وأوضح الأعرجي أن السعودية طلبت من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التدخل لتخفيف التوتر بين الرياض وطهران، مضيفا أنه أثناء زيارته إلى السعودية طلب السعوديون منه ذلك أيضا.
وأشار الأعرجي إلى أنه تم نقل وجهة النظر إلى الجانب الإيراني وأن إيران تنظر إليها بشكل إيجابي، موضحا أنه نقل إلى الجانب السعودي من الإيراني أن الخطوة الأولى تتمثل في احترام السعودية للحجاج الإيرانيين والسماح لهم بزيارة مقبرة البقيع في المدينة المنورة، حيث وعد السعوديون بذلك بحسب قوله.
