السبت 12 اغسطس 2017 19:22 م بتوقيت القدس
لوائح سوداء وحسابات سياسية للقادمين للديار الحجازية لأداء مناسك العمرة أو الحج وخرق لحقوق الانسان، هكذا رأى البعض تسليم السعودية ليبيين للقوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر بعد اعتقالهما أثناء أداء العمرة.
تسليم الليبيين لحفتر جاء رغم اعتراف الرياض بحكومة الوفاق الليبية كممثل شرعي ووحيد والتي تقود قوات حفتر مواجهة عسكرية ضدها لاسقطها.
وطلبت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا من الخارجية السعودية وبشكل عاجل الكشف عن مصير الليبييْن الموقوفين في السجون السعودية منذ 25 يونيو الماضي بعد اعتقالهما أثناء أدائهما مناسك العمرة.
وكان المواطنان الليبيان محمود علي رجب ومحمد حسين الخدراوي يؤديان العمرة عندما اعتقلتهما السعودية للاشتباه فيهما لكنها سلمتهما لجهة مناوئة لهما وهي قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
المحلل السياسي الليبي محمد قواص، أوضحت أن السعودية تغيرت نتج عنه تغيير تقاليد معينة خاصة على الصعيد الأمني والاقليمي وانتاج اصطفافات جديدة بالمنطقة.
وأوضح قواص، أن تسليم الحجاج والمعتمرين خلال زيارة الأماكن المقدسة أمر يثير الفزع، مبيناً أن اخضاع الحج والعمرة للنزاع السياسي يثير الخوف ويرسل رسائل سياسية.
وأشار إلى أن تسليم ليبيين من الديار المقدسة للقوات الموالية لحفتر يطرح إشكاليات قانونية ستكون محرجة للسعودية ومحرجة أكثر لحكومة الوفاق، مضيفاً أن عدم تسليمهم لحكومة الوفاق التي تعترف بها السعودية فيعني أن الرياض تصرفت بناء على هواجسها الأمنية والسياسية خاصة أن حفتر حليف لها.
وكانت السلطات السعودية اعتقلت معتمرين ليبيين وسلمتهم إلى حكومة الشرق الليبي التي يعتبر خليفة حفتر صاحب النفوذ الأكبر فيها.
وأوضح شقيق أحد المعتقلين عمر الخدراوي، إن شقيقه وزميله تم اعتقالهم رغم حصولهم على تأشيرة من السلطات السعودية لأداء العمرة مما يدل على عدم الاشتباه بهما، مبيناً أنه وبقية العائلة تفاجؤوا بأن شقيقه سُلموا لحكومة الشرق غير المعترف بها دوليًا.
وأضاف الخدراوي، أنه وذوي المعتقلين بصدد رفع شكوى إلى الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنه تم إخطار عدد من منظمات حقوق الإنسان بأمر المعتقلين الثلاثة.
وكانت مصادر ليبية محلية كشفت أن من بين المعتقلين الملازم أول شرطة محمود بن رجب والنقيب شرطة محمد حسين الخدراوي، وكلاهما يعمل في وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق، ومحسوبان على الكتائب الإسلامية التي شاركت في الإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي في 2011.
وقالت القنصلية الليبية في مدينة جدة، التابعة لحكومة الوفاق، إنها وبعد اتصالات مستمرة مع الأجهزة في السعودية تلقت ردّا يفيد بتسليم المعتقلين بعد التنسيق بين الديوان الملكي.