الاثنين 31 يوليو 2017 21:38 م بتوقيت القدس
أفادت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن عمال الإنقاذ في مدينة الموصل شمالي العراق انتشلوا عائلة مكونة من 8 أفراد، بعد أن قضوا 21 يوماً تحت أنقاض منزلهم الذي دكته طائرات التحالف الدولي بغارة جوية.
ونقلت الصحيفة عن رب الأسرة، وليد إبراهيم خليل (46 عاماً)، قوله: إنه "كان واقفاً بباب المنزل في المدينة القديمة عندما انهالت القنابل على البيت يوم 30 يونيو الماضي، فقذفه الانفجار بعيداً، لكن زوجته وشقيقاها وثلاثة من أطفاله وحفيدان كانوا يختبؤون في القبو، ولم يتمكنوا من الهرب".
وأضاف: "عندما نظرت إلى البيت من بعيد وجدته سوي بالأرض، وافترضت أن الجميع لقوا حتفهم، وبقيت أتوسل لعمال الإنقاذ لمساعدتي في انتشالهم، لكن قناصة تنظيم الدولة كانوا لا يزالون في المنطقة ولم يتمكنوا من الوصول إلى شارعهم".
من جانبها قالت زوجة خليل التي كانت محاصرة في القبو الذي انهار فوقه ركام طابقي المنزل: "لم نصرخ طلباً للمساعدة، وكنا نشعر بالقلق من أن التنظيم لا يزال بالخارج، وافترضنا أن جميع السكان ماتوا لأننا لم نسمع طوال الوقت صوت أي طفل أو امرأة، وكانت رائحة الجثث تزداد كل يوم".
ونقلت الصحيفة أن أفراد الأسرة بقوا على قيد الحياة بأكل الأرز الذي كان مخزناً في القبو، حيث كانوا يقومون بغليه على موقد غاز، وكان نصيب كل فرد ثلاث ملاعق مرتين يومياً، وكان لديهم بعض حاويات المياه الجوفية الشديدة التلوث حتى إنهم كانوا يضطرون إلى مزجها بالكلور لجعلها صالحة للشرب؛ وكانت نافذتهم على العالم طوال هذه الفترة فتحة صغيرة تسمح ببعض الضوء الذي كانوا يرصدونه لمعرفة عدد الأيام التي قضوها في القبو.
وأضافت زوجة خليل المصابة بشظية في ساقها: "لم يكن هناك مكان كاف للرقود، ومن ثم لم يتمكن أحد من النوم نوماً طبيعياً، فكنا نهيئ فسحة صغيرة لأصغر الأطفال (محمد) الذي استطاع النوم لبعض الوقت، وكان الرجال يضطرون إلى التناوب على الوقوف ساعات لإفساح المجال للآخرين للاستلقاء".
وتابعت: "كانت درجة الحرارة تصل إلى خمسين درجة، وكاد الجميع يختنقون من شدة الحر، وفي يوم 21 يوليو تمكن عمال الإنقاذ من الوصول إلى المنزل، وسمعت الأسرة أصواتهم وصاحت عليهم من النافذة الصغيرة التي كانت قريبة".
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد أعلن في 10 يوليو الجاري، تحرير الموصل رسمياً من سيطرة تنظيم الدولة، وقال في كلمة له بثها التلفزيون الرسمي العراقي: "من هنا، من قلب الموصل الحرة المحررة، نعلن النصر المؤزّر على داعش"، لكن عناصر للتنظيم ما تزال متخفّية في المدينة، وقد عمدت إلى القيام بهجمات انتحارية على الجيش العراقي خلال الفترة الماضية، في حين أبطل الجيش عمليات أخرى.
وتسببت معارك الموصل بتهديم البنى التحتية في المدينة التي يقطنها 3 ملايين إنسان، إلى جانب آلاف البيوت على ساكنيها؛ نتيجة القصف الجوي والمدفعي من القوات العراقية وقوات التحالف الدولي التي تساندها.