القدس

القدس

الفجر

04:25

الظهر

12:36

العصر

16:16

المغرب

19:18

العشاء

20:48

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

04:25

الظهر

12:36

العصر

16:16

المغرب

19:18

العشاء

20:48

سفينة نوح ومنبر الأقصى وحتمية انتصار الإسلام - بقلم الشيخ كمال خطيب

الجمعة 14 يوليو 2017 15:17 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:25

الظهر

12:36

العصر

16:16

المغرب

19:18

العشاء

20:48

بسم الله مجريها ومرساها 

كثيرون هم الذين يتلفعون بعباءة اليأس هذه الأيام.كثيرون هم الذين يلبسون نظّارة سوداء على عيونهم،فلا يرون الدنيا الا سوادا.كثيرون هم الذين أسبلوا أيديهم وتركوا رياح الأحداث تدفع بهم الى مستنقع الإحباط دون أن يقاوموها.كثيرون هم الذين تحدّثت إليهم بخطاب الأمل والتفاؤل بالتغيير والفرج والنصر.نظروا اليك نظرة التعجب والاستهجان بل والسخرية،وأن ما تقوله ليس إلّا الوهم والأمنيات التي تتحطّم وتتبدّد على صخرة الواقع،ولهؤلاء أقول:

رغم أن نوحًا عليه السلام قد لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما،يدعوهم الى الله سبحانه وتعالى ويذكرهم بوجوب طاعته.ورغم أنّه ما ترك وسيلة ولا مناسبة ولا أسلوبًا إلا واعتمده من أجل انقاذ قومه وينجيهم من عذاب الله سبحانه وتعالى }قال رب إني دعوت قومي ليلًا ونهارًا فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارًا ثم إنيأعلنت لهم وأسررت لهم إسرارًا فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا{ اية 5-10 سورة نوح .

بعد كل هذا الجهد وبعد كل هذه السنين،كان الأمر من الله سبحانه لنوح عليه السلام ببناء سفينة يساعده فيها القلة القليلة التي آمنت معه.ولأن نوحًا عليه السلام كان يبني سفينته على الرمل والتراب،مما زاد هذا من سخرية قومه وتكذيبهم له،لإنه وفي منطقهم فإن السفينة تبنى بجانب البحر أو النهر.ولأنه لا بحر ولا نهر،وإنّما الرمل والصخر فإنه نوح المجنون صاحب المنطق الأعوج،فكيف لسفينة أن تجري على اليابسة؟!

لكن منطق نوح عليه السلام كان منطق المؤمن الواثق المصدق لأمر ربه سبحانه ولوعده،فكان يبني السفينة وكان يسمع من قومه السخرية والاستهزاء من جنونه وعدم واقعيته،بل وهروبه الى الوهم والخيال للنجاة من إحباطه ويأسه من عدم استجابة الناس له.هكذا كان يظن قومه { ويضع الفلك كلما مرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا مناّ فإنّا نسخر منكم كما تسخرون}ايه 38 سورة هود.
إنّها القلة القليلة في مواجهة الكثرة،إنه منطق الإيمان في مواجهة منطق الكفر،إنه منطق الأمل في مواجهة منطق اليأس،إنه منطق الثقة في مواجهة منطق الشك.إنه منطق من عليه أن يعمل ويؤدي واجبه ويأخذ بالأسباب ثم بعد ذلك يفوض الأمر إلى رب الأسباب ومالكها الله سبحانه وتعالى.

فلما اكتمل بناء السفينة وحمل نوح معه من آمن من قومه وكانوا قلّة،وحمل فيها من كل زوجين اثنين من الحيوانات والطيور كما أمره ربه سبحانه،عندها جاء أمر الله وفار التنور وأخرجت الأرض من بطنها كل الماء الذي في أنهارها وينابيعها،وأنزلت السماء كل ما فيها من المطر،فأصبحت الأمواج كالجبال بينما السفينة تجري بهم في هذا الطوفان،الذي قال له الله كن فكان{ ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونًا فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر}. ايه 11-13 سورة القمر.

لقد رأى الساخرون والمستهزؤون كيف أن السفينة التي بنيت على الصخر والرمل قد أصبحت تجري وتمخُر عباب يم وبحر عظيم متلاطم الأمواج.لقد أصبحوا الآن يعضون أصابع الندمعلى خيبتهم ويلعنون سوء حظهم وشقاوتهم.لقد أصبحوا هم الآن محل سخرية ولكن ممن؟؟من الذين كانوا بالأمس القريب هم يسخرون منهم وهم يبنون السفينة{قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون}ايه 38 سورة هود .

نعم،لقد انتصر الإيمان على الكفر وانتصر الحق على الباطل وانتصر الخير على الشر،وانتصر الأمل على اليأس وانتصر التفاؤل على التشاؤم وانتصر النور على الظلام،وانتصرت أسباب السماء على أسباب الأرض.

منبر المسجد الأقصى 

كان المسجد الأقصى والقدس الشريف قد وقعت تحت الإحتلال الصليبي القادم من أوروبا عام 1099.عاشت خلالها القدس وكل الأمة في حالة حزن وبؤس على ما حلّبأولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم,لكن سوء الحال وفرقة الأمة وشتات أبنائها جعل الحال يزداد سوءً وأيام الإحتلال الصليبي تطول.

لكن هذا لم يمنع أن يخرج من أبناء الأمة من يعمل لإنهاء هذا الحال وتغييره،فكانت تجارب كثيرة يقوم بها أمراء وقادة وعلماء لكنها كانت تفشل وتتبدد أمام حالة الوهن التي عليها الأمة.وأمام الإمكانات الهائلة التي كانت بحوزة الصليبيين يومها،إلى أن كانت الأيام المباركة التي انطلقت فيها مسيرة الخير في آل زنكي يتقدمها عماد الدين زنكي علما أنّه قتل قبل أن يتحقق له ما أراد. كانت بعدها مسيرة ابنه نور الدين محمود من بعده والذي أكمل مشوار والده،واستمر في تخطيطه وخطواته وإعداده لتحرير القدس والمسجد الأقصى من الصليبيين.

لقد كان أمرًا عجيبًا أنّ نور الدين بن عماد الدين زنكي وهو يرى حال الأمة بما هي عليه،ويرى كيف عاث الصليبيون فسادا.وكيف أنهم قتلوا في المسجد الأقصى سبعين ألف مسلم،وأنهم قد أنزلوا الهلال عن قبة الصخرة ومآذن الأقصى،ونصبوا مكانها الصلبان.وبالمقابل فإن الفاطميين العبيديين الشيعة قد استولوا على مصر ومكّنوا  حكمهم فيها،بل وتعاونوا مع الصليبيين وسهّلوا لهم طرق الإمداد البحري لجيوشهم المحتلة لبلاد المسلمين،وكيف أنّأمارات الصليبيين في انطاكيا والرها وبيت المقدس وغيرها أصبحت كالشوكة تدمي الجسد الإسلامي.والى جانب ذلك،ومما زاد الحال سوءً فُرقة المسلمين في بلاد الشام واختلافهم واقتتالهم،وسعي كل أمير في مدينته دمشق أو حلب أو طرابلس أو غيرها. من أجل أن يمكن لنفسه فإنّه راح يتحالف مع الصليبيين الأعداء ضد ابن عمومته وأبناء دينه ويقدم لهم السلاح والغذاء بدل أن يتحالف ويلتقي مع أبناء عمومته وأبناء أمته لقتال الصليبيين.

خلال هذا الحال المأساوي الصعب كانت تركات نور الدين محمود زنكي وسعيه لتحرير القدس والمسجد الأقصى.وإن مقاييس القوى والظروف تجعل اليائسين والمحبطين والمتشائمين والجبناء يقولون أن هذا انتحار،وأنه غباء وحماقة أن يقوم أيا كان بأي عمل لطرد الصليبيين وهم على ما هم عليه من قوة،والمسلمون على ما هم عليه من ضعف وشتات.لكن نور الدين زنكي وبثقته بربه وصدق نيته وبشجاعته فإنه كان يُعدّ العُدّة بل إنّه أمر الصُناع والنجّارين لبناء منبرٍمميّز ليقدّمه هدية للمسجد الأقصى المبارك يوم تحريره،وكأنه كان على يقين أن المسجد الأقصى سيتحرر،وكان هذا قبل عشرين سنة من تحرير المسجد الأقصى.

إنّ مثل بناء نور الدين لمنبر المسجد الأقصى ليوم تحريره الذي كان في أعين اليائسين هو من المستحيلات والوهم والخرافة ،تماما مثلما كان بناء نوح عليه السلام لسفينته هو من الوهم والخرافة في أعين قومه.فكيف لسفينته أن تمشي على الصخر،وكيف للأقصى أن يتحرر والصليبيون يجثمون على صدر الأمة وما هي عليه.

مات نور الدين رحمه الله،وجاء صلاح الدين الذي سار على العهد وحضّ على نفس الطريق يُعدّالعُدّة ويهيئ الإمكانات.فحرر مصر من العبيديين الفاطميين الشيعة عام 1171 ثم انتقل نحو الشام،فحرّر دمشق من أمرائها الفاسدين عملاء الصليبيين عام 1181 ثم حلب عام 1183 ثم الموصل عام 1185ثم القدس بعد معركة حطين عام 1187،ويومها أمر بأن ينصب في المسجد الأقصى المنبر الذي بناه نور الدين قبل عشرين سنة وحرر الأقصى من الصليبيين وكان هذا في أعين اليائسين والمحبطين والمتشائمين مستحيلا لا يمكن تحقيقه.

حتمية انتصار الإسلام إنّنا نعيش في زمانٍ الإسلام فيه غريب،والمسلمون الصادقون غرباء،مستهدفون ومطاردون وملاحقون.

لقد رفع هؤلاء الصادقون صوتهم نصرة للإسلام،واثقين بأن هذا الليل لن يطول وستطلع شمسه.إنه وعلى الرغم من عودة الصليبيين الجدد لحكم الدنيا وفرض سيادتهم على بلاد المسلمين من خلال أمراء عملاء لهم يومًا كانوا في مصروبلاد الشام.واليوم فإن عملاء الصليبيين هم في كل ما تسمى دول العرب والإسلام.وإنه وعلى الرغم من عودة احتلال فلسطين والقدس والمسجد الأقصى،لكن هذه المرة من قبل اليهود بدعم من الصليبيين،حيث حال الأقصى اليوم تمامًا مثل حاله يومهاتدنيس واقتحامات وخطط لهدمه وبناء هيكل مزعوم مكانه.وعلى الرغم مما عليه الأمة من فتن وبلاء وخلافات وانقسامات تصغر أمامها ما كان عليه حال الأمة في الماضي.على الرغم من كل هذا،فإنها الأصوات التي تنطلق تبعث الأمل والثقة من أن هذا الحال لن يدوم وأنّ الأمة ستنهض من كبوتها وأن المستقبل للإسلام.

لقد وقف في وجه نوح أقرب الناس إليه،زوجته وابنه يكذبونه ويسخرون منه،وهو يدعوهم الى سفينة النجاة.ووقف أمام نور الدين وصلاح الدين أمراء مسلمين لا بل عملاء مسلمين يعارضونه ويحرّضون عليه،وصل الأمر بهمإلى محاولة اغتياله وقتله لا لشيئ إلّالأنّه كان يدعو الى تضافر جهود الأمة لتسريع خلاصها من الاحتلال الصليبي وتطهير المسجد الأقصى المبارك.

لقد كان نوح يبني سفينته امتثالا لأمر الله.وكان نور الدين يبني المنبر للمسجد الأقصى تصديقا لوعد الله وثقة به سبحانه.وعلى الرغم من أن كلًا منهما كان كمن يجري في الاتجاه المعاكس للريح،وكمن يحمل السلّم بالعرض كما يقال،وأن كليهما كانا في أعين أصحابهما يعيشانبحالة وهم وخيال واسع لا بل إنّه أضغاث أحلام.

نعم إنّه الخيال الواسع أن تبني سفينة على صخر،ولعلها يومًا تمشي في البحر.وإنها أضغاث أحلام أن تأتي قوة أيًا كانت فتطرد الصليبيين من القدس والأقصى،بعد تسعين عاما فيها تجذر الوجود الصليبي وتعمّق حضوره،بينما ضعف الحضور الإسلامي وكاد يتلاشى من القدس الشريف.

مثلما تحقّق ما أراده نوح عليه السلام فمشت سفينته على الماء.وتحقق ما أراد نور الدين وصلاح الدين فطرد الصليبيين شرْ طردة،ونزع الصليب من على قبّة المسجد الأقصى والصخرة المشرفة ونصب الهلال من جديد،فإن انتصار الاسلام حتما سيكون بإذن الله تعالى.

مثلما لم يتعب بُناة وصُنّاع سفينة نوح،ومثلما لم يتعب بُناة وصُناع منبر المسجد الأقصى فإن البُناة والدُعاة والمخلصين العاملين لخدمة المشروع الإسلامي اليوم،فإنهم لم ولن يتعبوا ولن يكلّوا ولن يملّوا حتى يتحقق مبتغاهم،مثلما حقق الله مبتغى نوح ونور الدين.نعم ستعود سفينة الإسلام لتبحر وتمخر عباب بحور الدنيا كلها لا يقف في وجهها أحد.

والله إنّ كثيرين سيندمون أشدّ الندم وهم يرون الإسلام ينتصر وراياته تخفق وتكبيراته تدوّي في جنبات الكون،وهم الذين راهنوا أنّ الإسلام مات وشيّع إلى مثواه الأخير،بل هم اليوم يسخرون منا نحن الواثقين المتفائلين بأنّ النصر للإسلام والمستقبل له.

للمُصرّين المستكبرين من أعدائنا إنّنا سنسخر منكم كما كنتم تسخرون منّا.وللمغفلين التائهين من أبناء الأمة سنقول لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم،لا بل سنقول لهم اركبوا معنا.

أمّا الذين تولواوسيقولون ما قاله ابن نوح{سآوي إلى جبل يعصمني من الماء}.إنهم سيأوون إلى الغرب أو أمريكا أو روسيا أو إسرائيل لتعصمهم من موج الإسلام الهادر،فإننا نقول لهم لا بل إنهم سيرون بأمّ أعينهم أنّه لا عاصم اليوم من أمر الله إلّا من رحم،وإنّه لا نجاة لهم إلا بالإسلام وطريق الإسلام ومنهج الإسلام،ففيه السلامة والأمان والنجاة.حتما وبإذن الله سينتصر الإسلام وإنّ غدًا لناظره قريب.

رحم الله قارئا دعا لنفسه ولي ولوالدي بالمغفرة
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

 


الكلمات الدلالية : سفينة, نوح, ومنبر, الأقصى, وحتمية, انتصار, الإسلام, بقلم, الشيخ, كمال, خطيب,


اضف تعقيب

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:25

الظهر

12:36

العصر

16:16

المغرب

19:18

العشاء

20:48