الثلاثاء 20 يونيو 2017 14:31 م بتوقيت القدس
نحن نعرف كلنا أنه من المهم أن نعتني بنظافتنا الصحية. وهذا يعني أن نغسل أيدينا عدة مرات في اليوم، وخصوصاً في فصل الكريب أو الأنفلونزا. لكننا أحياناً كثيرة نذهب بعيداً في تطبيق هذه النظافة.
يميل الأهل إلى الانتباه كثيراً لصحة أولادهم، فيبعدونهم عن كل أنواع البكتيريا (الجيدة والسيئة). وهذا قد ينعكس سلباً على الولد.
كشفت دراسات حديثة أن غسل اليدين بشكل متكرر جداً واستخدام معقمات لليدين، والصابون المضاد للبكتيريا، والمضادات الحيوية، له تأثير سلبي على جهاز مناعة الأولاد. فهذا يقتل كل الميكروبات عند الأولاد، التي هي ضرورية حقاً لجهازهم المناعي. فالنظافة الزائدة عن اللزوم يمكن أن تؤدي إلى أمراض مزمنة تبدأ من الحساسية إلى البدانة.
العالمة الاختصاصية في الميكروبات ماري كلير آرييتا ألفت كتاباً بعنوان :”اتركوهم يأكلون القذارة : أنقذوا ولدكم من عالم نظيف جداً”.
لفد درست لوقت طويل الميكروبات في الجسم البشري وهي تؤكد أهمية هذه الميكروبات في الجسم السليم. وهي تشرح أن الجهاز المناعي في المواليد الجدد ليس نامياً بعد وليس لديهم ميكروبات. عندما تدخل هذه الميكروبات في حياتنا، تساعد جهاز المناعة في أداء عمله بالشكل الصحيح. بدون ميكروبات، جهاز المناعة لا يستطيع أن يحارب الالتهابات.
لتسهيل هذا العمل، تشكل هذه الميكروبات جهازنا المناعي لتحمينا من البكتيريا السيئة والالتهابات. هذه الميكروبات تساعد في تجنب تطور العديد من الأمراض.
هناك العديد من الأبحاث التي تبرهن أن الأولاد الذين يكبرون في مجتمعات زراعية أقل تعرضاً للإصابة بالربو. وهذا يجعلنا نفكر أن العيش في بيئة أقل نظافة هو بالفعل أفضل لصحتنا ويقوي هكذا جهازنا المناعي. هذا ينطبق أيضاً على الحيوانات المنزلية، دعوا ولدكم يلعب مع الحيوانات المنزلية. هذا سيقوي جهازه المناعي.
يقال أيضاً إن تنظيف كل ما يدخل إلى فم الطفل الرضيع يزيد إمكانية إصابته بالحساسية. تنخفض هذه الإمكانية إذا قام الأهل بتنظيف المصاصة (اللهاية) في فمهم. كل هذا يبرهن أننا نعيش في بيئة نظيفة جداً. هذا ليس مفيداً جداً بالنسبة لنا. ولكن بالتأكيد لا يعني هذا أننا يجب أن نتوقف عن غسل أيدينا.
هذا يعني بكل بساطة أنكم يجب أن تتركوا ولدكم يلعب في الحديقة ويوسخ نفسه من وقت لآخر. يجب أن نجد توازناً بين حماية أولادنا من الأشياء السيئة وتركهم يطورون جهازاً مناعياً قوياً بأنفسهم. إذن لا تنسوا، النظافة الصحية أساسية لصحتنا، ولكن الميكروبات أيضاً مهمة.