الثلاثاء 25 ابريل 2017 18:55 م بتوقيت القدس
ديلي48 - ليس أصعب من أن يسلب الانسان حريته التي منحها إياه الله منذ ولادته، لكن إذا ما خير الإنسان بين مبادئه وحريته فحتما سيتشبث بمبادئه حتى أخر رمق، ولو كان سيخسر حياته كاملة.
ويعد المسجد الأقصى للمقدسيين عقيدة راسخة في قلوب المؤمنين منهم، وإذا ما خير المقدسي بين المسجد الأقصى وحريته فحتما سيختار المسجد الأقصى، والمقدسي خليل العباسي 60 عاما كان واحدا من أولئك الذين اختاروا السجُن على ترك المسجد الأقصى وحيدا في أحلك الظروف التي يعيشها جراء إجراءات الاحتلال الرامية إلى تهويده.
فكان العباسي من الذين يداومون على شد الرحال إلى المسجد الأقصى، كما كان مواظبا على حضور الدروس التي كانت تنظم في مصاطب العلم قبل حظرها من قبل الاحتلال، وتواجده الدائم في المسجد الأقصى شكل شوكة في حلق الاحتلال، فاخترع الأخير قانونا استطاع من خلاله تقييد حركة المسلمين في داخل المسجد الأقصى، وعمل من خلاله على تفريغ المسجد الأقصى من رواده.
إذ قام وزير الأمن الداخلي بحظر ما أسماه "تنظيم المرابطين والمرابطات" في عام 2015، وأخذ بعدها يشن حملات اعتقال طالت من كان له علاقة بمصاطب العلم، وكان خليل العباسي أحد المعتقلين الثلاثة الذين اعتقلهم الاحتلال بذريعة الانتماء إلى تنظيم محظور إذ اعتقل إلى جانبه كل من المقدسي نجيب القواسمي ومحمد جبارين من أم الفحم بذات التهمة.
ولم يراع الاحتلال تقدم العباسي في السن أثناء اعتقاله والتحقيق معه، فبعد اعتقاله من المسجد الأقصى، اقتادته قوات الاحتلال إلى زنازين "بيتح تكفا"، وأخذوا يحققوا معه ساعات طويلة كانت تستمر لأكثر من 10 ساعات.
"كانت قوات الاحتلال تقتادني من زنزانتي إلى غرفة التحقيق، ثم يقومون بتقييد يدي وقدمي، ثم يتناوب على التحقيق معي العديد من المحققين، وأحيانا كان يجتمع ثلاثة محققين في ذات الوقت للتحقيق معي، وكانوا يصرخون بصوت عال، لأعترف أني أنتمي لتنظيم محظور.
وأضاف "لم يأبه المحققون للأمراض التي أعاني منها كالسكري والام الظهر، فكانوا يستمرون في تقييد يدي وقدمي لساعات كثيرة وكانوا يتعمدون تأخيري بالذهاب إلى الحمام لتزداد أوجاعي".
قبع العباسي في زنازين "بيتح تكفا" مدة 28 يوما، ثم انتقل سجون الاحتلال التي تنقل العديد منها كسجن ريمون وأوهلي كيدار وبئر السبع وايشل، ورغم أن عذاب السجن كان وقعه أخف على العباسي إلى أنه لا ينسى كيف كانت الروائح الكريهة المنبعثة من مزارع الحيوانات المحيطة بالسجّون تعكر يومهم، إذ لا يتمكنون من تذوق الطعام ولا التنفس جديا جراء استنشاقها.
تحرر العباسي من سجنه بعد 14 شهرا قضاها خلف القضبان حرم خلالها من زيارة أهله له لمدة 3 أشهر، ويقول: "رغم كل ما عانيت منه في سجون الاحتلال إلا أني أشعر أني لم أقدم شيء للمسجد الأقصى، فهو ينتظر منا أن نسانده ونقف كلنا يد واحدة للدفاع عنه أمام إجراءات الاحتلال الرامية إلى تهويده".
وبين العباسي أن الاحتلال يريد تفريغ المسجد الأقصى من المسلمين، فمنعه من دخول المسجد الأقصى يوم أمس وهو اليوم الأول لتحرره، وهدده باعتقاله إذ ذهب للصلاة فيه.
ودعا العباسي كافة المسلمين الذين يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى بشد الرحال إليه، ليكونوا شوكة أمام مخططات الاحتلال التي تريد تقسيمه بين المستوطنين والمسلمين.