"بسبب العنف والإجرام المستشريين، الحياة في جسر الزرقاء باتت لا تطاق، وأصبحنا نخشى التجول في الشوارع والجلوس في الأماكن العامة، وحياتنا أصبحت مهددة بالخطر، ولا نعلم ماذا ينتظرنا بعد من كوارث ومصائب"، هذا ما قاله سكان من القرية الذين يعانون ويتذمرون وبشكل كبير من ظاهرة اطلاق الرصاص والعنف بأشكاله المختلفة.

جدير بالذكر أن قرية جسر الزرقاء تشهد الكثير من حوادث العنف المقلقة للغاية، وجرائم قتل وشجارات شبه يومية، ففي ساعات المساء من يوم امس الاربعاء اصيب شابان في العشرينات من عمرهما جراء اطلاق رصاص في مركز القرية، أحد المصابين الذي كان مستهدفا يرقد في قسم العناية المكثفة في مستشفى هيلل يافة في الخضيرة، والمصاب الثاني حالته طفيفة ولا توجد أي خطورة على حياته، وقد أصيب بالخطأ خلال اطلاق الرصاص.

هذا وخلال الأسابيع الاخيرة اصيب ثلاثة قاصرين بجراح متفاوتة خلال تعرضهم لاطلاق رصاص،  أحد المصابين البالغ من العمر 13 عاما حالته خطيرة، ويتواجد في قسم العناية المكثفة في مستشفى تل هشومير، بينما المصابان الأخران عادا الى منزلهما بحالة نفسية صعبة.

أما فيما يتعلق بجرائم القتل، فخلال أقل من عامين لقي 4 اشخاص مصرعهم جراء اطلاق رصاص، فقبل شهرين لقي الفتى جبر عماش (17 عاما) مصرعه بعد تعرضه للطعن، وقبل عام ونصف توفي الشاب رامي عماش (23 عاما) إثر اصابته بعيارات نارية، وقبل عام أصيب الفتى محمد جربان (17 عاما) بعيار ناري وبعد أيام من اصابته أقر الأطباء وفاته متأثرا بجراحه البالغة، وقبل ثلاثة اشهر توفي الشاب احمد جربان (23 عاما) في مستشفى رمبام بعد عام ونصف من اصابته البالغة الخطورة التي تعرض لها داخل القرية.

وقال الفتى من عائلة عماش البالغ من العمر 9 سنوات الذي اصيب بالخطأ بعيار ناري في رجله قبل نحو ثلاثة اسابيع: "كنت ذاهبا أنا وقريبي لزيارة صديقنا، وفجأة بدأ اطلاق رصاص كثيف، وعلى الفور نمنا على الأرض وأصبت أنا في رجلي وقريبي في القسم العلوي من جسمه".

ثم قال: "لا زلت لا استوعب ما حصل، فأنا اخشى الخروج من البيت والى المدرسة، بسبب خوفي من أن أتعرض مرة اخرى لما تعرضت له، حتى أنني لا انام الليل من شدة القلق والخوف".

في نهاية حديثه قال: "أناشد الجميع العمل على وقف اطلاق الرصاص والعنف، حتى نعيش بأمان وسلام وبدون أي قلق".

وقال رئيس لجنة الاهالي المحلية محمد جربان: "لا يمكن أن تبقى الأوضاع على ما هي، فمن المفروض أن تكون هنالك اليات مهنية لمحاربة آفة العنف التي تهدد حياة الاطفال والنساء والرجال والمسنين، واذا بقيت الاحوال كما هي فلا نعرف ما هي الكوارث التي تنتظرنا".

وواصل حديثه قائلا: "على الشرطة أن تقوم بواجبها كما يجب وليس الإستهتار لما يجري داخل القرية، ومع كل أسف الشرطة فقط تتجول لكن دون أن تحرك ساكنا، ونحن السكان ندفع ثمن الاعمال الإجرامية".

وقال رئيس مجلس جسر الزرقاء الشيخ مراد عماش: "نأسف لحوادث العنف التي تشهدها القرية، ونأمل أن تتوقف هذه الأعمال التي تشكل خطرا كبيرا على الجميع. نحن بدورنا كمجلس محلي نحاول ايجاد حلول لمحاربة العنف من خلال لقاءات مع اشخاص لوضع خطة عمل وآليات التي من شأنها أن تساهم التخفيف على الاقل من العنف بكافة اشكاله".

وقالت سيدة من جسر الزرقاء: "الأمان في القرية انعدم تماما، وأصبحنا نعيش تحت الخطر بسبب المجرمين الذين يطلقون الرصاص على المواطنين. الحياة اصبحت لا تطاق والأفصل أن نبحث عن مكان آخر للسكن فيه، قبل أن نففد حياتنا جراء هذا الإنفلات".

تعقيب الشرطة
وعقبت الشرطة: "الشرطة في الأيام الأخيرة تقوم بنشاط موسع للبحث عن الاسلحة غير القانونية ولتوفير الأمن والامان للسكان".

الكلمات الدلالية : جسر, الزرقاء, جرائم, قتل, الليل,