الخميس 23 مارس 2017 20:17 م بتوقيت القدس
يواصل المستوطنون أعمال الحفر والتنقيب أسفل المسجد العمري الصغير في حارة الشرف غربي المسجد الأقصى، مما تسبب بحدوث تشققات في جدران المسجد وهبوط في أرضيته.
وذكر مدير دائرة الوعظ والإرشاد في مديرية الأوقاف الإسلامية في القدس و المسؤول عن المساجد رائد دعنا لديلي48: أن المستوطنين حفروا أسفل المنزل المجاور للمسجد والذي استولوا عليه عام 1967، وكذلك أخذوا يحفرون أسفل طريق حارة الشرف حتى تمكنوا من الحفر أسفل المسجد.
وبين أن الحفريات أسفل المسجد ليست بالبسيطة، فالفراغ الذي أحدثه المستوطنون أسفل المسجد كبير جدا، حتى أنه أصبح يهدد بقاء المسجد قائما في مكانه.
وأوضح دعنا خلال حديثه مع ديلي 48 "ربما يحاول الاحتلال ربط الحفريات التي أنشأها أسفل المسجد العمري الصغير بالأنفاق التي حفرها أسفل المسجد الأقصى، حتى يحاول تزييف وتهويد تاريخ المدينة".
وأردف دعنا أن المستوطنين يواصلون الحفر أسفل المسجد العمري الصغير رغم إبلاغ دائرة الأوقاف لشرطة الاحتلال عن اعتداء المستوطنين، مبينا أن سلطة الآثار الإسرائيلية قد رافقت شرطة الاحتلال التي حضرت للمكان لكن شيئا لم يتغير ولم توقف شرطة الاحتلال أو سلطة الآثار المستوطنين.
ومن جهته استنكر مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني خلال حديثه مع ديلي 48 اعتداء المستوطنين على المسجد العمري الصغير، مؤكدا أن بناء المسجد وكل ما أسفله وسماؤه هو ملك للمسلمين ولا حق لأي احد فيه.
ويعود تاريخ بناء المسجد العمري الصغير إلى العهد الأيوبي كما قال المرشد السياحي روبين أبو شمسية لديلي 48 " المسجد العمري الصغير يعود تاريخ بنائه إلى العهد الأيوبي في الجزء السفلي منه، أما الجزء العلوي فهو حديث البناء حيث قامت دائرة الأوقاف ببنائه عام 1963، على أنقاض المسجد الأيوبي الذي دمر على إثر زلزال ضرب مدينة القدس".
ويذكر أن الاحتلال كان قد أغلق المسجد العمري الكبير الواقع في حارة المغاربة في ثمانينيات القرن الماضي ومنع المقدسيين من إقامة الصلاة فيه، وهو لا يبعد إلا بضعة أمتار عن المسجد العمري الصغير، والحفر أسفر الأخير هو استكمال لسياسة تهويد مساجد حارة المغاربة والشرف اللتين احتلهما الاحتلال عام 1967 واستولى على بيوتهما.
ويؤم المسجد العمري الصغير تجار سوق الحصر وسوق البازار القريبتين في صلاتي الظهر والعصر، يقول التاجر يوسف سياج لديلي 48 إن تجار السوقين يؤمون المسجد حفاظا عليه من أن يقوم الاحتلال بإغلاقه نهائيا كما فعل بالمسجد العمري الكبير، مبينا أنهم يتوافدون عليه باستمرار ليؤكدوا عروبة وإسلامية المكان فالمسجد يقع في منطقة لا يسكنها أي أحد مسلم ويحيط به المستوطنين من كل جانب.