الخميس 16 مارس 2017 20:02 م بتوقيت القدس
فتح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الخميس، جبهة جديدة في الأزمة الدبلوماسية مع أوروبا عبر اتهامه قضاء الاتحاد الأوروبي بإطلاق "حملة صليبية" ضد الإسلام من خلال قراره الذي يجيز للمؤسسات منع ارتداء الحجاب في مكان العمل.
وقال إردوغان في كلمة الخميس "ماذا عن الحرية الدينية؟، من اتخذ هذا القرار؟، إنها محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي. أخواني، لقد شنوا حملة صليبية ضد الهلال".
وأضاف "أوروبا تعود رويدا رويدا إلى أيام ما قبل الحرب العالمية الثانية".
وأصدرت محكمة العدل الأوروبية، الثلاثاء، قرارا يسمح للشركات بإن تضمن قانونها الداخلي منع الموظفين من إظهار وارتداء رموز دينية أو سياسية كالحجاب.
وتمر العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بأسوأ أزمة دبلوماسية في السنوات الأخيرة، حيث غضبت أنقرة من منع بعض الدول الأوروبية اجتماعات لتأييد الحملة لاستفتاء 16 نيسان/أبريل في تركيا لتوسيع سلطات إردوغان. ووصف الأخير مرارا تلك القرارات بأنها ممارسات نازية.
ومع توقعات باحتدام التنافس بين مؤيدي توسيع صلاحيات إردوغان ومعارضيه، تجهد حكومة أنقرة في كسب أصوات الناخبين الأتراك في الخارج. كما أن إردوغان، بحسب محللين، يسعى إلى الظهور بمظهر الرجل القوي في مواجهة أوروبا بهدف استمالة الناخبين القوميين الأتراك.
غير مقبول
وفي هجوم جديد لوح وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلوا، بإلغاء من جانب واحد للاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة.
وأخذ على الاتحاد الأوروبي عدم موافقته، بخلاف ما نص عليه الاتفاق، على إعفاء المواطنين الأتراك من التأشيرة بالنسبة للرحلات القصيرة إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأبرم الاتفاق حول الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا قبل عام ببروكسل بهدف وقف تدفق آلاف المهاجرين يوميا بحرا من تركيا إلى اليونان.
ورد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارغاريتيس شيناس بالقول إن" الأمر يتعلق بالتزام يقوم على الثقة المتبادلة بهدف تحقيق نتائج"، مضيفا "نتوقع من الطرفين الوفاء بتعهداتهما لأن ذلك في مصلحة الجانبين ومصلحة اللاجئين السوريين".
من جانبهما أعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل "المقارنات مع النازية أو التصريحات العدائية ضد ألمانيا أو دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي "غير مقبولة".
وعبر رئيس المفوضية الأوروبية عن "صدمته" بالتصريحات بشأن "النازية"، وأعتبر أنها لا تتلاءم مع طموح تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
الهاوية
ومع تحذير تركيا المستمر من تنامي مشاعر كراهية المسلمين في أوروبا، فان هزيمة حزب غيرت فيلدرز النائب الهولندي المتطرف المعادي للمسلمين لم تهدئ التوترات.
وقال تشاوش أوغلو في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول صباح الخميس "لا فرق بين الاشتراكيين الديموقراطيين والفاشي فيلدرز، إنها العقلية نفسها".
وبعد فرز 97 بالمئة من الأصوات، حل الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الحكومة الهولندية مارك روتي في الطليعة بـ 33 مقعدا، مقابل 20 مقعدا لحزب الحرية الذي يقوده فيلدرز.
وأضاف الوزير التركي متوجها إلى القادة الأوروبيين " بدأتم تفكيك أوروبا والسير بها نحو الهاوية". وقال إن "حروبا بين الاديان ستندلع قريبا في أوروبا".
من جهته قال إردوغان مخاطبا روتي "لقد حل حزبكم في المرتبة الأولى في الانتخابات، لكن عليكم أن تعرفوا إنكم خسرتم صداقة تركيا".
من جهة أخرى، قررت بلدية إسطنبول من جانب واحد، الأربعاء، إلغاء اتفاق توأمة أو اخوة مع روتردام يعود إلى 2005. وتقرر هذا الإلغاء بعد خطاب لإردوغان طالب فيه بذلك.