تزداد خطورة الإجراءات الإسرائيلية ووتيرتها في المسجد الأقصى يوما بعد يوم، فلم يعد اقتحام المستوطنين له مقتصرا على عمل جولات تعريفية وتلقي شروحات عن هيكلٍ مزعومٍ، بل تعدى ذلك حتى أصبح بعض المستوطنين يؤدون طقوس تلمودية داخله دون خوف أو تردد.

فقامت مجموعة من المستوطنين أثناء اقتحامها المسجد الأقصى، صباح اليوم الثلاثاء، بافتراش أرض المسجد وتحديدا عند المنطقة الشرقية منه، وأدت ما يسمى "الانبطاح المقدس" وهو أحد الشعائر التلمودية، مما أثار حفيظة حراس المسجد الأقصى الذين بدورهم أجبروا قوات الاحتلال على اخراج المستوطنين من المسجد.

واقتحم 61 مستوطنا من بينهم 25 عنصرا من شرطة الاحتلال المتخفين بلباس مدني المسجد الأقصى خلال فترة الاقتحامات الصباحية الممتدة من الساعة 7.30 حتى 10.30.

وتعقيبا على أداء المستوطنين ما يسمى بـ "الانبطاح المقدس" داخل المسجد الأقصى قال المختص في القدس والمسجد الأقصى جمال عمرو لـ "ديلي "48: "إن ما يجري في المسجد الأقصى من تعديات لا يخرج من قبل المستوطنين أو المنظمات التي تربط اسمها في الهيكل، بل إن كل ما يجري فيه هو مشروع وضعته الحكومة الإسرائيلية من أجل السيطرة على المسجد الأقصى وتحويلة لمكان عبادة للمستوطنين.

وأوضح عمرو أن هناك 27 منظمة تلصق اسمها بالهيكل وتعمل ليل نهار لاستقطاب أعداد كبيرة من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى يوميا، مؤكدا أن هذه المنظمات تتلقى تعليمات من الحكومة الإسرائيلية لتسير في مخطط تهويد الأقصى، إذ إن الحكومة الإسرائيلية ترى أن المناخ السياسي العربي والاسلامي السيء مما يفتح لها المجال لتنفيذ أجنداتها في القدس والمسجد الأقصى.

وبين أن الحكومة الإسرائيلية تسير في خطوات ثابتة نحو هدفها بتحويل المسجد الأقصى إلى مكان عبادة لليهود، بحيث يصبح بالكامل لهم دون حتى تقسيم زماني ومكاني بينهم وبين المسلمين، فهو لا يريدون أن يتكرر ذات السيناريو الذي حصل في المسجد الإبراهيمي بالخليل بحيث قسم بين اليهود والمسلمين.

وأردف محدثنا جمال عمرو أن الاحتلال بدأ أولا بتحويل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى إلى أمر روتيني وغير مستغرب، ثم بدأ بخطوات أكثر تصعيدا كعقد قران بعض المستوطنين داخله، ثم بإدخال الخمر إليه وشربها في ساحاته، ثم ادخال بعض الأشجار والثمار المقدسة عند اليهود في أيام أعيادهم، حتى وصل الأمر بالمستوطنين لأداء صلواتهم داخله.

وأكد على أنه في حال بقي العرب على حالهم فإن الحكومة الإسرائيلية ستقوم بتنفيذ مشروعها وسترسل لهم قراطيس تحوي خرائط وتعريفات للقدس والمسجد الأقصى بحيث لن يكون فيها أي مكان اسلامي وسيكون الهيكل متربع فيها مكان المسجد الأقصى، وذلك لأن العرب والمسلمين قد تغاضوا عن المسجد الأقصى وتركوا مصيره للمقدسيين.

ويرى عمرو أن المقدسيين لم يعد بيدهم أي حيلة للدفاع عن المسجد الأقصى في ظل تجييش الاحتلال للأموال والقوانين والمستوطنين وقواته لمحاربتهم وسرقة مقدساتهم، وسيستمر المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وأداء طقوسهم التلمودية داخله، ما لم تتحرك الشعوب العربية والإسلامية للقيام بدورها تجاه نصرته.

الكلمات الدلالية : عمرو, ليل, الأقصى, سينتهي, واقترب, فجر, البزوغ,