الاثنين 20 فبراير 2017 13:20 م بتوقيت القدس
تستمر صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بالكشف عن مزيد من التفاصيل حول القمة السرية التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، قبل عام تقريبًا، وتحديدًا في 21 فبراير/شباط 2016، في مدينة العقبة الأردنية وكانت برعاية وزير الخارجية الأميركية آنذاك جون كيري .
هذا، وكانت الصحيفة العبرية قد كشفت، الأحد، عن بعض تفاصيل القمة التي عرض كيري فيها خطة سلام اقليمية مع الدول العربية والفلسطينيين، على اساس قيام دولة فلسطينية على حدود عام 67 واعتراف الفلسطينيين مع الدول العربية باسرائيل كدولة يهودية، ولكن رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو لم يبدي استجابة ايجابية لهذه الخطة، وادعى عدم قدرته على الحصول على دعم كافي من الائتلاف الحكومي، ومع ذلك فقد جرى بعد ذلك بأسبوعين مفاوضات بينه وبين زعيم المعسكر الصهيوني يتسحاق هيرتضوغ لتشكيل حكومة "وحدة" في اسرائيل، وفقًا لما نشرته "هآرتس".
وجاء في كشف الصحيفة أيضًا أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يكن جزءًا من هذا الاجتماع، ولكنه التقى مع وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري صباح ذلك اليوم في العاصمة الاردنية عمان، وقد صدر عنهما في نهاية الاجتماع تصريحات لم تشير نهائيا بأنه سيجري اجتماع نهاية نفس اليوم في العقبة، وقد توجه كيري مع مساعديه ووزير خارجية الاردن ناصر جودة على متن طائرة صغيرة تابعة لسلاح الجو الاردني الى العقبة، وقد عقد كيري بعد وصوله اجتماعات ثانئية مع نتنياهو ومع العاهل الاردني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل الاجتماع الموسع الذي جمعهم. وقد طلب جون كيري من العاهل الاردني الضغط على الرئيس الفلسطيني للقبول بهذه الخطة والعودة الى المفاوضات، كذلك طلب من الرئيس المصري الضغط على نتنياهو للقبول بهذه الخطة، كذلك طلب منهما كيري اقناع السعودية والامارات العربية ودول عربية أخرى للموافقة على هذه الخطة ودعمها والمشاركة فيها، خاصة بأن العاهل الاردني عبد الله الثاني والرئيس المصري السيسي وافقا على هذه الخطة حتى الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية"، كما ورد في تقرير "هآرتس".
تفاصيل جديدة
أمّا في عددها الصادر اليوم الاثنين، فقد قالت "هآرتس"، إنّ "نتنياهو طلب خلال اللقاء السري موافقة أمريكية على البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، كجزء من خطة من 5 نقاط، لإطلاق "سلام إقليمي"، دعا له كيري". وأشارت إلى أنّ "نتنياهو طلب الموافقة على البناء في الكتل الاستيطانية، مقابل الموافقة على مبادرة أمريكية تسعى لتحقيق تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين من الإدارة الأمريكية السابقة وآخرين إسرائيليين، لم تحدد هويتهم. وأشاروا أيضًا إلى أنّ "عرض نتنياهو خطة من 5 نقاط تتضمن قضايا تستعد إسرائيل للقيام بها من أجل إطلاق مبادرة سلام إقليمية، تؤدي إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين".
خطة نتنياهو
أولا- الاستعداد للمصادقة على مشاريع بناء واسعة للفلسطينيين ودفع مشاريع اقتصادية في المنطقة المصنفة (ج) في الضفة الغربية التي تحتفظ إسرائيل فيها بالسيطرة الأمنية والمدنية الكاملة (تشكل 60% من مساحة الضفة)، ودفع مشاريع بنى تحتية في قطاع غزة وتعزيز التعاون الأمني مع الفلسطينيين بما يشمل السماح بإدخال المزيد من السلاح لقوى الأمن الفلسطينية.
ثانيا- تصدر الحكومة الإسرائيلية تصريحات إيجابية علنية بالإشارة إلى المبادرة العربية للسلام لعام 20022 مع التعبير عن الاستعداد للتفاوض على مكوناتها مع دول عربية.
ثالثا- دعم والمشاركة الفاعلة من قبل دول عربية في مبادرة سلام إقليمية، بما فيها قمة معلنة يشارك فيها مسؤولين من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ودول سنية أخرى بمشاركة نتنياهو.
رابعا- الحصول على موافقة أمريكية على البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى بمقابل تجميد البناء في المستوطنات المعزولة، دون أن يوضح ما يعنيه بالكتل الاستيطانية.
خامسا- ضمانة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في حينه، بمنع أي تحركات معادية لإسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة، واستخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو ضد قرارات في مجلس الأمن تتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
بنود مقترح كيري للسلام
يذكر أنّ موقع الصحيفة الذي تلقى تفاصيل هذا اللقاء السري في العقبة كان قد كشف، الأحد، عن بعض البنود التي شملها مقترح كيري، وجاء فيها:
الحدود: حدود دولية أمنة معترف بها بين اسرائيل والدولة الفلسطينية على اساس حدود الرابع من حزيران مع تبادل محدد للاراضي .
دولتان: استنادا لقرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة رقم 1811، تقام دولتين لشعبين، واحدة يهودية والثانية عربية، تعترفان ببعضهما البعض وتحترمان سيادة كل دولة.
اللاجئون: حل متفق عليه وعادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، ومتماشيا مع الدولتين على ان لا يكون له تأثير على الطابع الاساسي لدولة اسرائيل .
القدس: حل متفق عليه بين الجانبين بأن تكون القدس عاصمة للدولتين باعتراف المجتمع الدولي، وضمان حق الوصول الى الاماكن المقدسة وفقا للوضع الراهن .
الاحتياجات الأمنية الاسرائيلية: ضمان حق وقدرة اسرائيل في الدفاع عن نفسها بفاعلية وضمان قدرة فلسطين على توفير الامن لمواطنيها، كدولة ذات سيادة منزوعة السلاح .
انهاء الصراع ونهاية المطالب: والذي سيسمح بتطبيع العلاقات وتعزيز الأمن الاقليمي للجميع وفقا لرؤية مبادرة السلام العربية.