القدس

القدس

الفجر

04:30

الظهر

12:37

العصر

16:16

المغرب

19:15

العشاء

20:44

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

04:30

الظهر

12:37

العصر

16:16

المغرب

19:15

العشاء

20:44

دونالد ترامب وحسن البنا :- بقلم فضيلة الشيخ كمال خطيب

الجمعة 10 فبراير 2017 21:45 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:30

الظهر

12:37

العصر

16:16

المغرب

19:15

العشاء

20:44

ما يزال العالم يعيش على وقع وصدى ودوي تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وما تزال ماكينة توقيعاته المتتالية على أوامر وقرارات تنفيذية تشعل الرأي العام الأمريكي بل والعالمي؛ بما هي عليه من نزعات عنصرية، وبما تحدثه من إرباك لمنظومة القوانين بل وللأعراف الإنسانية والعلاقات الدولية.

ولكنني شخصيا لا أعتبر ما حصل أنها العاصفة التي كان العالم يترقبها، ولا الهزة الأرضية المدمرة التي كان يُخشى وقوعها، وإنما في تقديري أن ما شاهدنا وسمعناه من مواقف وقرارات سياسات ترامب وفريقه الرئاسي في البيت الأبيض ما هو إلا صفير الرياح ولمعان البرق وقصف الرعد الذي يسبق العاصفة ويمهد لها، ولكن العاصفة الحقيقية لما تصل بعد.

وإنني كذلك أتوقع وأرى أن اليهود عموما، والإسرائيليين على وجه الخصوص، هم الأكثر غباء في فهم شخصية ترامب، وأن فرصتهم، وخاصة حكومة نتنياهو، بتنصيبه إنما هي مثل فرصة الطفل الذي يعجبه لون جلد الأفعى فيروح يداعبه لتكون المفاجأة بتلك اللدغات التي لعلها تكون قاتلة. وإنني أتحدث عن اليهود عموما والإسرائيليين خصوصا، ولا أتحدث عن المسلمين الذين لم يوفر ترامب فرصة- مهما كانت صغيرة- إلا وصوب سهام اللؤم والكراهية إليهم، واصفا إياهم بالإرهاب، ومانعا إياهم من دخول بلاده.

ولما نتحدث عن مواقف ترامب فإننا لا نتحدث عن شخصه فقط، وإنما عن الطاقم المقرب الذي يحيط به، من كبار مستشاريه ووزرائه المؤثرين ومستشاره للأمن القومي، حيث كل هؤلاء ممن لهم مواقف هي غاية في اللاسامية والعنصرية والكراهية، وهؤلاء هم من يقفون خلف التوصيات التي يأخذ بها ترامب، لأنها تدغدغ لذاته وشهواته الفكرية والنفسية، فيسرع للتوقيع عليها، حتى أن الكاتبة الإسرائيلية (סימה קדמון) سيما كدمون، وفي مقالتها في ملحق صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم الجمعة الأخير 3-2-2017 قد حذرت من اندلاق حكومة نتنياهو نحو ترامب لمجرد أنه يدعم الاستيطان ويكره ويعادي المسلمين، وأن هذا سببا كافيا لمسامحته والتغاضي عن توجهاته اللاسامية والفاشية. لا بل إنها حذرت من أن الإسرائيليين سيشتاقون لأيام أوباما في ظل المفاجئ وغير المتوقع الذي سيصدر عن ترامب وفريقه اللاسامي الذي يحيط به.

وتأكيدا على ما قالته "سيما كدمون" عن خشيتها من حقيقة سياسات ترامب اللاسامية، فقد كتبت كذلك وفي نفس صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وفي نفس يوم 3-2-2017 الكاتبة الصحافية "أورلي أزولاي" (אורלי אזולאי) حيث تناولت بالتفاصيل شخصية "ستيف بانون"؛ أكبر مستشاري ترامب وأقرب المقربين منه، حتى أن بعض أفراد طاقم ترامب يقولون عنه "الرئيس بانون"، أي أنه هو الرئيس الحقيقي، وليس ترامب، نتيجة لتأثيره القوي على ترامب، فليس أن بانون هذا هو من وقف خلف قرار منع لمسلمين من دخول أمريكيا فقط، بل- وكما تقول أزولاي نقلا عن مطلقة بانون: (إنه مصاب بداء اللاسامية إلى درجة أنه أخرج بناته من مدرسة لأن فيها طلابا يهودا).

لم يكن غريبا ولا مفاجئا أن شخصية ستيف بانون؛ أكبر مستشاري ترامب، والأكثر تأثيرا عليه، لم تشغل فقط كتاب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الكبار، وإنما أشغلت كذلك كتاب صحيفة "هآرتس" في نفس يوم الجمعة 3-2-2017 وإن كان الفارق أن الكاتب حيمي شيلو "חמי שילו" قد تناول شخصية ستيف بانون وموقفه ونظرته إلى المسلمين، وإن كان أشار إلى أن موقف بانون من الإسلام لعلها تكون مستوحاة من موقف نتنياهو الذي وصف الإسلام بالإرهاب وبالسرطان الذي يجب القضاء عليه.

إنه ستيف بانون، الذي يعتبر الرجل الأكثر تأثيرا على الرجل الأكثر قوة في العالم- كما وصفه الكاتب حيمي شيلو- وإنه آخر من يخرج من مكتب ترامب بعد كل اجتماع لتكون كلماته هي التي تلخص كل الكلام. ستيف بانون الذي يؤمن بأن حرب يأجوج ومأجوج وحرب الخير على الشر أصبحت على الأبواب (طبعا الخير من وجهته نظره هو الغرب والشر هو الإسلام). ستيف بانون الذي، ومن خلال مواقفه اليمينية، يمهد لحرب وحملات صليبية جديدة ضد العالم الإسلامي ،ولكن بالنسبة له فإن الأمر في الحالة التي نعيشها هو عكسي؛ حيث أن من يزحفون هم المسلمون "اللاجئون" الذين يحتاجون بلاد الغرب وأمريكيا حسب رأيه، والذين لا بد من مواجهتهم ومنعهم، وما القرار الذي وقعه ترامب بمنع دخول المسلمين من سبع دول إلى أمريكيا إلا باكورة نصائح وتوصيات ستيف بانون للرئيس ترامب. كيف لا وهو الذي يعتبر الإسلام دينا ظلاميا، وأنه في نظره أشد خطرا من النازية.

لعل كل ما ذكر لا يحمل الكثير من الغرابة، سوى أنها مؤشرات على طبيعة التفكير والقناعات التي تعشش في عقول ترامب وطاقمه الرئاسي والاستشاري في البيت الأبيض, لكن الغرابة والتي تصل إلى حد الدهشة، أنه، وعلى الرغم من معرفة القادة الإسرائيليين بهذه القناعات عند مستشاري ترامب إلا أنهم مسرورون وسعداء بهم ومتلهفون للعهد الجديد، وكأنه فعلا وكما قالت سيما كدمون إن عداء هذا الفريق للإسلام قد منحه صك غفران من كل السلوكيات والمواقف العنصرية التي تنضح بها الإدارة الأمريكية الجديدة. واللافت أن كثيرين من يهود أمريكيا باتوا يتوجسون خيفة من سلوك ترامب وفريقه، ومن أن مفاجآت كثيرة وخطيرة ستبرز منهم، الأمر الذي دفعهم في كثير من المناطق إلى إقامة لجان عمل وتنسيق مشتركة مع المسلمين في الولايات الأمريكية، باعتبار أن الحظر مشترك، وأن العداء من ترامب وفريقه هو عداء عنصري لاسامي ضد كل من هو من غير العنصر الأبيض المسيحي الغربي، وفي مقدمته هؤلاء المسلمون واليهود. لكنها قيادة وحكومة إسرائيل التي يتزعمها نتنياهو والتي تقود شعبها إلى الهاوية!

#  حسن البنا

يوم بعد غد الأحد 12-2 هو يوم ذكرى استشهاد الإمام الشهيد حسن البنا عام 1949، وهو مؤسس جماعة الإخوان المسلمين. وقد تبين أن قاتله كان من أفراد أمن الملك فاروق، وبالتنسيق التام مع السفارة البريطانية والحاكم العسكري البريطاني في مصر يومها.

صحيح أن حسن البنا قد رحل عن دنيانا وهو ابن 42 سنة، وصحيح أن عمر جماعته يومها لم يتجاوز 20 سنة، لكن من يتابع امتداد وحضور هذه الجماعة ليس مصريا ولا عربيا ولا إسلاميا فقط، وإنما عالميا، يدرك أن لبِنات مشروع هذه الجماعة ورؤيتها قد وضعت بعناية، وأن توفيق الله ورعايته يمدها بأسباب البقاء بل والانتشار، رغم كل ممارسات التضييق، بل والحروب السافرة التي شنتها عليها أنظمة بل وتحالفات دولية، وما تزال.

إن الدماء التي سالت في شوارع القاهرة من جسد حسن البنا لم تذهب هدرا، وإنما  بذلك الدم الزكي كتبت وثيقة وعهد استمرار مواجهة الطواغيت وأسيادهم مهما طال الزمان. هؤلاء الطواغيت من العرب والمسلمين؛ أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو الذين يجدون في محاربة الإخوان المسلمين التذكرة التي توصلهم إلى قصور ومقرات قادة الغرب وأمريكيا لينالوا بذلك رضاهم.

نعم، لقد قتل حسن البنا يوم 12-2-1949 وظن القتلة أن جماعة الإخوان المسلمين؛ مثلها مثل أي حزب أرضي، ستتبعثر وتتفرق وتندثر بمقتل من أسسها ونسي هؤلاء أن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة ربانية، وأنها جماعة تقوم على الفكرة، وليس على الأشخاص، الذين إن هم زالوا أو رحلوا أو قتلوا أو حتى فُتنوا فإن الجماعة ستبقى. وهذا ما كان بعد مقتل حسن البنا، حيث بقيت الجماعة، بل وامتدت وتوسعت وانتشرت. وكان السر فيها قاله حسن البنا لما سئل عن المغزى في عدم تأليفه الكتب فقال: إنني أبني الرجال. نعم، إن الرجال حملة الفكرة هم الذين يدافعون عنها وينشرونها، لكن الفكرة والدعوة تستمر حتى بعد زوال أشخاص من حملوها.

إن ما حصل لجماعة الإخوان المسلمين عام 1948 من إعلان حل الجماعة واعتقال قادتها عقابا لهم على دورهم المشرف في كتائب المتطوعين الذين قاتلوا في فلسطين، ثم قتل مؤسسها مطلع 1949 ومصادرة كل ممتلكاتها وممتلكات أفرادها, إنه لو حصل ربع ما حصل مع أي حزب وحركة وجماعة لكان كافيا لاندثارها وزوالها. وليس هذا وحسب، بل إنه وفي العام 1954 وفي فترة حكم عبد الناصر، كانت الحملة الجديدة على الجماعة التي سرعان ما وقفت على رجليها، بل إنها كانت عصب والعمود الفقري لثورة يوليو وسقوط الملك فاروق، فكان الحقد والكيد من عبد الناصر باعتقال قريبا من 35 ألفا من أبنائها وإعدام البعض منهم. وتكرر الأمر ثانية عام 1965 باعتقال قريبا من 45 ألفا، ثم إعدام الشهيد سيد قطب يوم 29-8-1966، وفي كل مرة كانت الجماعة تقوم مثل عنقاء الرماد وتنمو مثل شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء.

وإن ما فعله السادات، ثم حسني مبارك، لم يقل قسوة عما فعله عبد الناصر، من حظر الجماعة ومنعها من ممارسة نشاطاتها. ورغم بداية انفراج في عهد السادات، سرعان ما عادت الكيدية ضد الجماعة وأشد مما كان.

وكم كانت المفاجأة خلال ثورة 25 يناير 2011 والتي لم يقل الإخوان المسلمون يوما إنهم كانوا وراء إشعالها، ولكنهم شاركوا وانضموا مباشرة، وإذا بأعداد وجموع وقواعد الإخوان المسلمين يملأون الميادين، بل وكان اللافت أكثر أنه مع أول انتخابات برلمانية بعد الثورة فإن الشعب المصري منح الثقة لحزب الحرية والعدالة بنسبة 44.5%، وفي الانتخابات الرئاسية كان الفوز حليف مرشح الإخوان الرئيس الدكتور محمد مرسي، وهذا معناه وبشكل واضح أن الشعب المصري يعرف جيدا كيف يقدر الأخيار فيه، وكيف يقدم المخلصين الذين يعلم الشعب تفانيهم لأجل الوطن، وأن كل محاولات تغييب الجماعة وتحييدها لم تُجْدِ نفعا.

هكذا قال التونسيون لحركة النهضة في انتخابات ما بعد الثورة. ويعلم الجميع أن حركة النهضة هي النسخة التونسية لجماعة الإخوان المسلمين. وهكذا قال- قبل الثورات- الشعب الفلسطيني في انتخابات 2006 لما اختار مرشحي حركة حماس "النسخة الفلسطينية" لجماعة الإخوان المسلمين بنسبة 67%، رغم كل ما كان يغدق من إمكانات مالية على حركة فتح وغيرها، ورغم أنها كانت في السلطة، وتدعمها أنظمة ودول وتحالفات إقليمية ودولية.

وها هو الرئيس الأمريكي ترامب، وحتى قبل فوزه فإن مستشاريه أعلنوا أنه بعد فوزه فإنه سيعلن رسميا عن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وفق مقاسات السيسي وإسرائيل وبشار والسعودية، إنها الحرب الشرسة التي يعلنها ترامب ضد الإسلام عموما، وضد كل من يعمل لخدمة الإسلام.

نعم، وفي تقارب عجيب بين ذكرى تنصيب ترامب 20-1-2017 وبين ذكرى استشهاد حسن البنا 2-12 فإننا نذكر ترامب أن من حق جماعة الإخوان المسلمين أن تطرح فكرها ومشروعها على أبناء وعلى شعوب الدول العربية والإسلامية، ومن حق الشعوب أن تختار من تشاء لقيادتها، وليس من حق ترامب ولا غيره تصنيفها بالإرهاب ولا دعم  القتلة والطواغيت، الذين انقلبوا عليها ويعتقلون اليوم قريبا من 60 ألفا من أبنائها وفي مقدمتهم رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب محمد مرسي، ورئيس مجلس الشعب المصري  الدكتور سعد الكتاتني ومرشد جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، والمرشد الذي سبقه وهو الأستاذ محمد مهدي عاكف وهو الذي بلغ قريبا من تسعين سنة.

لقد مضى فاروق وعبد الناصر والسادات ومبارك، وسيمضي ويرحل السيسي، وتبقى جماعة الإخوان المسلمين.

ومضى الرئيس ترومان وكندي ونيكسون وفورد وكارتر وريغان وكلينتون وبوش الأب والابن وأوباما، وسيمضي ترامب وستبقى جماعة الإخوان المسلمين. نعم، لقد قالها الشهيد سيد قطب الذي أعدم وعلق على حبل المشنقة لأنه حمل هذه الفكرة وسار في ركب هذه الجماعة: (إن جيلا زرعته يد الله لن تحصده يد البشر)، إن جماعة وجيلا زرعته يد الله، وارتوى  من دماء حسن البنا وسيد قطب وشهداء رابعة، هذا جيل وهذه جماعة لن تحصدها يد السيسي ولا ترامب.

ستزهر هذه الجماعة، بل وستثمر بإذن الله. أما السيسي وأما ترامب فالي مزابل التاريخ.


الكلمات الدلالية : دونالد, ترامب, وحسن, البنا, بقلم, فضيلة, الشيخ, كمال, خطيب,


اضف تعقيب

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:30

الظهر

12:37

العصر

16:16

المغرب

19:15

العشاء

20:44