الاثنين 05 مايو 2025 08:17 م بتوقيت القدس
نشرت صحيفة لكسبرس الفرنسية مقالاً أثار جدلاً واسعًا، حذرت فيه من أن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع قد يواجه مصيراً مماثلاً لما واجهه الأمين العام الراحل لحزب الله، حسن نصر الله، إذا ما واصل تحدي ما وصفته بـ"الخطوط الحمراء الإسرائيلية".
المقال الذي حمل عنوان "العنف في سوريا: إذا تجاوز أحمد الشرع الخطوط الحمراء لإسرائيل، فقد يتم تصفيته"، سلط الضوء على تصاعد التوترات في سوريا في أعقاب سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع حساسة في محيط القصر الرئاسي بدمشق، وذلك رداً – بحسب التحليل – على ما تراه تل أبيب تهديداً للأقلية الدرزية في المنطقة.
ويستند المقال إلى تحليل للباحث الفرنسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، فابريس بالانش، الذي رأى أن إسرائيل باتت تنظر بقلق متزايد إلى تحركات الشرع، خاصة في ظل مشروعه لتأسيس "جمهورية إسلامية مركزية" بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد. وأضاف أن الشرع يحاول ترسيخ نفوذه في مناطق الجنوب السوري، ما تعتبره إسرائيل خطًا أحمر، خصوصًا مع قرب هذه المناطق من الحدود الشمالية لها.
ويحذر بالانش من أن تل أبيب قد تلجأ إلى خيار "التصفية الجسدية" في حال استمر الشرع في تحديها، كما سبق لها أن هددت قيادات في حزب الله وحماس، مؤكدًا أن "إسرائيل لن تسمح بأي تهديد مباشر للجبهة الشمالية، أو لأي مساس بالمكون الدرزي داخل سوريا"، في إشارة إلى ما أعلنه كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.
كما تناول المقال الفرنسي السياق الأوسع للوضع السوري، مشيراً إلى أن البلاد ما تزال غارقة في حالة من عدم الاستقرار، رغم التغيير السياسي الكبير الذي تمثّل في رحيل الأسد. وترى الصحيفة أن "التوترات الطائفية، وضعف المؤسسات، والفراغ الأمني"، كلها عوامل تزيد من هشاشة الوضع، وتفتح الباب أمام تدخلات خارجية، أبرزها التدخل الإسرائيلي المتكرر.
وفي السياق ذاته، نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية تقريراً اتهمت فيه إسرائيل بالسعي لإعادة تطبيق بنود خطة "أوديد إينون" الشهيرة، التي نشرتها مجلة كيفونيم العبرية عام 1982، والتي دعت إلى تفكيك الدول العربية إلى كيانات طائفية متناحرة.
وكان الطيران الإسرائيلي قد شن مؤخراً سلسلة من الغارات المكثفة على مواقع عسكرية ومدنية في محافظات حماة ودرعا ودمشق والساحل السوري، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وترافق ذلك مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية.
وقد أدانت عدة دول هذه الغارات، معتبرة أنها تمثل "انتهاكاً خطيراً للسيادة السورية ووحدة أراضيها"، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة عسكرية مفتوحة.
